واصل بوروسيا دورتموند، بدايته المتعثرة في كأس العالم للأندية، وذلك بعد الانتصار بشق الأنفس أمس السبت، على صن داونز، بنتيجة (4-3)، حيث ظهرت العديد من نقاط الضعف التي يحتاج الفريق الألماني لعلاجها.
وقال نيكو كوفاتش مدرب دورتموند عقب لقاء الأمس “لم تكن الأمور سهلة، ولكنني لا أهتم، كان من المهم تحقيق الانتصار”.
ويمكن بالطبع تفهم وجهة نظر كوفاتش، فحتى قبل انطلاق مباراة الأمس في سينسيناتي، وصف المدرب الكرواتي، درجات الحرارة، بأنها “لا تطاق”، وذلك بعدما التقى الفريقان الساعة 12 ظهرًا بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، لا بد من التساهل مع لاعبي دورتموند المحترفين، الذين لم يقدموا أداء مقنعًا ضد صن داونز، كما كان الحال قبلها في التعادل السلبي أمام فلومينينسي.
ويبقى السؤال الأهم الذي يخيم على مستقبل دورتموند على المدى القريب، إلى أي مدى سيصل مستوى دورتموند تحت قيادة كوفاتش في الموسم المقبل، هل سيبقى بنفس الجودة التي أنهى بها الموسم الماضي بعد النجاح في التأهل لدوري الأبطال؟ أم سيكون ضعيفًا كما كان عليه الحال في الدوري الألماني في آخر موسمين؟
Getty Images
وأدت سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها دورتموند في الأسابيع الأخيرة، إلى حجب الرؤية عن الأداء الحقيقي للفريق.
واقعيًا لن يتمكن دورتموند من مواصلة هذا التألق والحفاظ عليه في الموسم الجديد، ولكن هل الفريق حقًا أفضل مما كان عليه في النصف الأول السيئ من الموسم الماضي؟
افتقار السيطرة
شهد مونديال الأندية، بعض التراجع في مستوى دورتموند، وأكد كوفاتش عدة مرات قبل مباراة صن داونز، إلى حاجة فريقه للاستحواذ على الكرة بشكل كبير لتقليل الركض وتوفير الطاقة، ولم ينجح الفريق في ذلك في أرض الملعب.
وبدلًا من ذلك، استحوذ صن داونز على الكرة بنسبة 66% حتى استراحة تناول المياه في الشوط الأول، وفاز دورتموند بنسبة 33% من الثنائيات واحتاج إلى ما معدله 31 ثانية لاستعادة الكرة في الشوط الأول رغم التقدم في النتيجة (3-1).
وفي النهاية، بلغت نسبة استحواذ صن داونز 59%، وتفوق الفريق الأفريقي في التسديدات بواقع 15 تسديدة مقابل 8 لدورتموند، ومرر الكرة 220 مرة أكثر من بوروسيا، وهذا يظهر افتقار فريق المدرب كوفاتش، للسيطرة على المباراة.
غياب الهيكل
لا يزال دورتموند يفتقد إلى هيكل واضح في الاستحواذ، حتى في خط الدفاع الثلاثي الذي تم تطبيقه بنجاح منذ فترة طويلة، في كثير من الأحيان وبسبب ضعف الترابط مع الثلث الأمامي، يتم اللجوء إلى الكرات الطويلة نحو المهاجم سيرهو جيراسي.
Getty Images
وإذا مارس خصم مثل فلومينينسي، الضغط على أسلوب بناء دورتموند بخطة رجل لرجل، فإن دورتموند يصبح غير منتظم وعرضة للأخطاء، لعدم امتلاك الفريق الألماني، أية حلول ضد مثل هذه الأساليب بغض النظر عن مدى جودة الخصم.
خط الوسط
يفتقر دورتموند إلى لاعبين أصحاب خبرات في وسط الميدان، وعليه أن يقلد بايرن ميونخ، ويعيد مديره الرياضي سباستيان كيل إلى ألمانيا، كما فعل البافاري مع ماكس إيبرل لتكثيف جهود الانتقالات وتحقيق النجاح في الوقت المناسب.
ويحتاج دورتموند إلى تعزيزات إضافية في خط الوسط، وهو سبب معاناة الفريق، سواء دفاعيًا أو هجوميًا، وقال كوفاتش مؤخرًا “أنا سعيد بخط وسطنا، لدينا العديد من البدائل القادرة على اللعب في مراكز 6 و8 و10، وجميعهم يجيدون التعامل مع الكرة، وجود قاعدة جيدة أمر بالغ الأهمية في المباريات العديدة التي نخوضها”.
نعم كوفاتش على حق بامتلاك لاعبي وسط دورتموند، مرونة للعب في مراكز مختلفة، ولكن ما ينقص الفريق، هو وجود عناصر متخصصة في كل مركز، وليس مجرد لاعب قادر على اللعب وحسب في ذلك المركز.
فدورتموند يفتقد للاعب يتواجد في المركز 6 قادر على التصدي للهجمات مع الحفاظ على الأداء الجيد للفريق، كما يحتاج للاعب في المركز رقم 10 قادر على إيجاد حل لغياب الإبداع.
ويفتقر جوليان براندت لثبات المستوى اللازم، وإذا رحل جيمي جيتنز وهو أمر قريب من الحدوث، سيكون دورتموند بحاجة إلى مراوغ حقيقي قادر على الفوز في المواجهات الفردية، ومن شأن تلك الإضافات الجديدة أن تحسن الأداء الدفاعي الضعيف للفريق.
صحيح أن دورتموند لم يتلق الكثير من الأهداف تحت قيادة كوفاتش، لكن الفريق يفتقر للفاعلية بشكل عام، ويسهل على الخصم إخراجه من مواقعه وتظهر مساحات لعب هائلة في خط دفاعه، وبالتالي يجب أن يكون دورتموند أكثر نشاطًا بدون بالكرة ويعامل بتناغم دفاعي.
وكان الفوز على صن داونز، مهمًا للمدرب كوفاتش، ولكن لا ينبغي لدورتموند، أن يقلل من أهمية هذا الأمر مستقبلًا، نظرًا للمشاكل التي لا تزال واضحة.