في تطور ميداني لافت يعكس حجم التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن وتل أبيب، بدأت إيران اليوم سحب مستشاريها العسكريين من العراق.
وحتى هذه اللحظة لم تؤكد إيران أو تنفِ هذه المعلومات، التي تأتي بعد ضربة وجهتها الولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية، وهو ما أدانته طهران واعتبرته “تجاوزا للخط الأحمر”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن فجر اليوم أن بلاده شنّت ضربات “دمرت بشكل تام وكامل” 3 منشآت نووية في إيران، وهدد بالمزيد من الهجمات إذا لم تسعَ طهران إلى السلام.
وكشفت مصادر أمنية وسياسية عراقية مطلعة لـ«العين الإخبارية» عن أن أغلب هؤلاء المستشارين من قوات الحرس الثوري، وهو ما يؤشر على نية طهران تقليص وجودها المباشر بالعراق، تحسبًا لاحتمال اتساع رقعة المواجهة مع الولايات المتحدة عقب الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم الأحد.
الانسحاب الإيراني شمل مواقع حساسة في العاصمة بغداد، أبرزها حي الجادرية الذي لطالما اعتُبر معقلاً آمنًا للمستشارين الإيرانيين من قوات الحرس الثوري، ومنطقة الكرادة، حيث توجد عدة مراكز دعم لوجستي تابعة للفصائل المسلحة المدعومة من إيران تحت غطاء مراكز ثقافية، وفق المصادر ذاتها.
وأضافت المصادر أن “أحياء السيدية والصالحية، التي تحوي مكاتب تنسيق أمني وعسكري مشترك مع بعض الفصائل العراقية، شهدت أيضًا عمليات إخلاء من صباح اليوم”.
وكانت هذه المواقع تُستخدم لعمليات الإشراف والتنسيق بين الحرس الثوري ومجموعة من الفصائل العراقية.
وعن أسباب الانسحاب، رأت المصادر “أن الانسحاب قد يكون وقائيًا وتكتيكيًا، لتقليل الخسائر المحتملة في حال تطور الصدام الأمريكي-الإيراني إلى هجمات متبادلة تشمل وكلاء طهران في المنطقة”.
وفي السياق ذاته، تشير التسريبات إلى أن الانسحاب الإيراني من العراق تم بتنسيق مع بعض الفصائل العراقية المدعومة من إيران بهدف تفعيل خلايا أمنية بديلة للرقابة والمتابعة داخل بغداد، وتحريك موارد بشرية من “الفصائل” لتغطية الفراغ الميداني المحتمل.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز