ماذا تعرف عن فوردو؟
بدأ البناء سرّاً في مفاعل فوردو النووي في عام 2006، ولم تكشفه طهران إلا في 2009 بعد إعلانٍ مشترك من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ويقع مفاعل فوردو على بعد نحو 32 كم جنوب مدينة قُم ونحو 95 كم جنوب-غرب طهران، وسط تضاريس جبلية من سلسلة جبال ألبرز.
ويوجد بالمفاعل عدد من الأنفاق والقاعات الرئيسية مطمورة بعمقٍ يراوح بين 80 و100 متر، ما يحول دون تدميرها بقصفٍ تقليدي، إذ تحتاج لقصفها القنابل الخارقة التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية دون غيرها من الدول.
وشُيِّدت إيران فوردو لاستيعاب قرابة ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي فقط – أي أقل من 6 % من قدرة نطنز – ما يجعلها غير مجدية كمصدر وقود لمحطات الطاقة، لكنها مثالية لتخصيب اليورانيوم سريعاً إلى مستويات مرتفعة بعيداً عن الأعين.
في عام 2015، وضمن اتفاق إيران النووي مع القوى الكبرى، وافقت طهران على وقف تخصيب اليورانيوم في فوردو وتحويل المنشأة إلى مركز أبحاث، وأزالت أغلب أجهزة الطرد المركزي. غير أن الأمور تغيّرت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018، حيث سارعت إيران إلى استئناف أنشطة التخصيب، بل وبدأت تركيب أجهزة طرد أكثر تطورًا من طراز “IR-6″، لتصل نسبة التخصيب في فوردو إلى 60%، وهي نسبة تقترب من حد الاستخدام العسكري البالغ 90%.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن مفتّشيها اكتشفوا في مارس 2023 آثار يورانيوم مخصّب بنسبة 83.7%، ما أثار مخاوف كبيرة لدى المجتمع الدولي من أن إيران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى “الاختراق النووي”، أي امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية في وقت قصير.