بدأ تشابي ألونسو خطواته الأولى كمدرب لريال مدريد وسط ترقب جماهيري كبير، لكن ظهوره الأول في بطولة كأس العالم للأندية أمام الهلال السعودي لم يحمل البصمة الفنية المنتظرة، ما أثار بعض التساؤلات حول مدى قدرة الفريق على التأقلم سريعًا مع فكر مدربه الجديد.
ورغم الأداء الباهت في مجمله، إلا أن إشراقات محددة أعطت أنصار الفريق لمحة تفاؤل، وكانت أبرزها دخول النجم المغربي إبراهيم دياز، الذي بثّ طاقة وحيوية واضحة في الثلث الهجومي، وفرض إيقاعه بالضغط والتحرك السريع، في أسلوب يتماشى تمامًا مع فلسفة ألونسو.
وكشفت صحيفة “آس” الإسبانية عن حالة انسجام مبكرة بين دياز ومدربه الجديد، حيث قال اللاعب: “ألونسو قريب من الجميع ويتحدث مع كل اللاعبين. ما دار بيني وبينه سيبقى خاصًا، لكنني سعيد جدًا بوجوده معنا”.
هذه العلاقة الإيجابية انعكست بسرعة على الملف التعاقدي، إذ أشارت الصحيفة إلى أن ريال مدريد اقترب من تجديد عقد دياز، وبات الاتفاق في مراحله النهائية، في ظل رغبة مشتركة بين الطرفين في الاستمرار لفترة طويلة.
وقال دياز بوضوح: “لطالما رغبت في البقاء. النجاح مع ريال مدريد هو هدفي، وأشعر أنني أحققه”.
الأداء الفني للنجم المغربي في مواجهة الهلال جاء داعمًا لتصريحاته، إذ صنع فرصتين محققتين، ونجح في المراوغة الوحيدة التي قام بها، وأتمّ 17 تمريرة صحيحة من أصل 18، منها 10 تمريرات في الثلث الأخير من الملعب، ليحل ثانيًا بعد فالفيردي في هذا المؤشر، وفقًا لإحصائيات المباراة.
وقد شكل دياز مع الشاب التركي أردا جولر ثنائيًا هجوميًا لامعًا، كان بمثابة نقطة التحول الإيجابية الوحيدة للفريق خلال المباراة.
ورغم التحديات التي لا تزال في انتظاره، إلا أن دياز ليس غريبًا عن الطرق الصعبة. فمنذ عودته من ميلان، نجح في كسب ثقة كارلو أنشيلوتي تدريجيًا، وتحول من لاعب احتياطي لا يشارك إلا لدقائق معدودة، إلى أحد الأوراق الحاسمة في مباريات كبرى أمام لايبزيج، مانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد بدوري الأبطال.
ويبدو أن دياز يبدأ مشواره مع ألونسو من منطلق فني أقوى بكثير مما كان عليه مع أنشيلوتي، مستفيدًا من الانطلاقة المبكرة والعلاقة الواضحة مع الجهاز الفني.