أدى تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران إلى ارتفاع كبير في تكلفة التأمين على سفن الشحن المتجهة إلى موانئ إسرائيل لتقفز بأكثر من ثلاثة أضعاف، وفقًا لبيانات شركة “مارش ماكلينان” أكبر شركة وساطة تأمين في العالم.
وأوضحت “مارش ماكلينان” أن التغطية المتعلقة بالموانئ في إسرائيل تضاعفت بأكثر من 3 مرات لتصل إلى 0.7%.
وأشارت إلى أن مدة صلاحية عروض الأسعار قد خُفِّضت إلى 24 ساعة من معظم الشركات، بعد أن كانت 48 ساعة سابقًا.
ويعكس التسرع في إعادة تقييم تكاليف تأمين الشحن تدهور البيئة الأمنية في الشرق الأوسط، مع استمرار إسرائيل وإيران في تبادل الهجمات الجوية خلال الأيام الأخيرة.
وزاد الصراع بين القوتين من المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقًا، حيث يراقب الكثيرون عن كثب احتمال التدخل الأمريكي.
مخاطر تعيق تدفق البضائع
وصرح ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية في مارش، لشبكة CNBC ، “بالنظر إلى أن الوضع محصور حاليًا في المنطقة، لا تزال هناك مخاطر تعيق تدفق البضائع عبر هذه المناطق”.
واختار بعض مالكي السفن مؤخرًا تجنب مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية، مما يؤكد شعورًا بالقلق في القطاع وسط الصراع.
وصرح جاكوب لارسن، رئيس قسم الأمن في شركة بيمكو، التي تمثل مالكي السفن العالميين، في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الصراع المتصاعد يثير مخاوف مجتمع مالكي السفن، ويؤدي إلى “انخفاض طفيف” في عدد السفن المبحرة عبر المنطقة.
ابتعاد شركات الشحن عن المضيق
في الوقت نفسه، قرر عدد من مالكي السفن تجنُّب المرور عبر مضيق هرمز، الذي يُعد من أبرز الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم، وفقًا لما أفاد به أكبر اتحاد شحن دولي.
ويعكس هذا القرار تصاعد مشاعر القلق داخل قطاع النقل البحري مع استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران.
وجاء ذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المباغت على منشآت عسكرية ونووية إيرانية يوم الجمعة، والذي أعقبه أسبوعا من المواجهات المتصاعدة بين الطرفين.
وبحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي”، دفع هذا التصعيد مالكي السفن إلى تشديد إجراءات الحذر، سواء في البحر الأحمر أو مضيق هرمز، الذي يُمثل شريانًا أساسيًا لتجارة النفط العالمية، فضلاً عن كونه ممرًا حيويًا لسفن الحاويات.
تراجع السفن
وصرّح جاكوب لارسن، رئيس قسم الأمن في شركة “بيمكو”، المُمثلة لاتحاد مالكي السفن العالميين، بأن وتيرة التصعيد بين إسرائيل وإيران تثير قلق مجتمع الشحن البحري، وأسفرت عن “تراجع طفيف” في عدد السفن المارة عبر المنطقة.
وأوضحت “بيمكو”، التي نادرًا ما تدعو السفن إلى تجنّب مسارات بعينها، أن التطورات الحالية خلقت حالة من الضبابية وعدم اليقين.
وقال لارسن في مقابلة مع شبكة CNBC: “تختلف تقديرات المخاطر ومستوى تحملها من مالك سفن إلى آخر، إذ يبدو أن غالبية المُلّاك يواصلون العمل وفق المعتاد، في حين أن البعض يفضل تجنّب الإبحار في هذه المناطق المتوترة”.
وأضاف: “في أوقات تصاعد التهديدات الأمنية، غالبًا ما نشهد ارتفاعًا في أسعار الشحن وأجور الطواقم، ما يشكّل حافزًا اقتصاديًا لدى بعض المُلّاك لقبول المخاطرة والمرور عبر مناطق النزاع، ورغم أن هذه الديناميكيات تنطوي على مجازفة، فإنها الآلية ذاتها التي ضمنت استمرار حركة التجارة العالمية على مرّ الأزمات والحروب عبر التاريخ”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز