تنظر محكمة جنح أول طنطا، اليوم السبت 21 يونيو 2025، جلسة جديدة في محاكمة أنوسة كوتة، مدربة الحيوانات الشهيرة، على خلفية الواقعة التي أثارت الرأي العام والمعروفة إعلاميًا بـ “هجوم النمر الأبيض”، وذلك بعد إصابة أحد العاملين في سيرك “فانتزيا” أثناء تقديم عرض ليلي بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.
تفاصيل الهجوم وشهادة المصاب
الواقعة تعود إلى ليلة 1 أبريل 2025، حينما كان السيرك يقدم فقراته المعتادة ضمن فعاليات موسمية بمنطقة المعرض في أول طنطا. وفي منتصف العرض، وأمام أعين الجمهور، هاجم نمر أبيض مساعد المدربة داخل قفص العرض، مما تسبب له في إصابات بالغة.
حسب تحقيقات النيابة العامة التي حصلت “النبأ” على نسخة منها، فإن محمد بسطويسي، مساعد أنوسة كوتة، والبالغ من العمر 34 عامًا، كان يؤدي مهامه المعتادة في رعاية الحيوانات وتنظيف الأقفاص. وفي تلك الليلة، وأثناء مرور بسطويسي بجوار القفص الحديدي للنمر الأبيض، قام بطرق خفيف على كرسي كان يجلس عليه النمر داخل القفص، ففوجئ بالحيوان ينقض عليه بشراسة.
وأوضح المصاب في أقواله أن النمر أمسك بذراعه اليسرى بقوة وبدأ في تمزيقها، وسط صراخ الحضور ودهشة فريق العمل.
حاولت أنوسة كوتة التدخل لتخليص مساعدها من فك النمر، مستخدمة أدوات العرض لإبعاد الحيوان، بينما اندفع بعض العاملين والجمهور لمساعدتها. وتم نقل المصاب سريعًا إلى مستشفى طنطا الجامعي، حيث خضع لإسعافات أولية وعملية جراحية عاجلة.
شهادة مثيرة من المصاب: لا أتهم أحدًا!
المفاجأة الكبرى في التحقيقات تمثلت في موقف المصاب، الذي أكد للنيابة العامة أنه لا يحمل أي نية لاتهام المدربة أنوسة كوتة أو إدارة السيرك، مشيرًا إلى أن ما حدث كان حادثًا عارضًا خلال طبيعة العمل. وطلب المصاب إغلاق الملف وعدم التصعيد القانوني، لحرصه على استمرار علاقته بالمدربة وزملائه.
النيابة تحقق في اشتراطات السلامة
ورغم موقف المصاب، تواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف أوجه القصور المحتملة في وسائل الحماية داخل السيرك، ومدى التزام القائمين على العروض باشتراطات السلامة المهنية والتأمين ضد الحوادث، خصوصًا في العروض التي تشمل التعامل مع حيوانات مفترسة.
وتطالب جهات حقوقية ونشطاء بضرورة فرض رقابة أكثر صرامة على السيرك والعروض المماثلة، لضمان عدم تعريض حياة العاملين أو الجمهور للخطر، في ظل تكرار حوادث مماثلة خلال السنوات الأخيرة.