بين حلم ضائع وفرصة قائمة.. مونديال الأندية “قلعة عصية” على الزمالك

بين حلم ضائع وفرصة ما زالت قائمة، يقف الزمالك عاجزًا أمام الظهور الأول في بطولة كأس العالم للأندية، الحدث الذي لطالما راود جماهيره منذ مطلع الألفية الجديدة.

ففي عام 2001، كان الفريق الأبيض على أعتاب دخول التاريخ كأول نادٍ مصري يمثل القارة السمراء في المونديال العالمي، قبل أن يُلغى الحدث لأسباب تسويقية، ويضيع حلم بدا قريبًا للغاية. 

واليوم، يعود الحلم مرة أخرى في ظل النظام الجديد للبطولة بنسخته الموسعة، إذ لم يتبقَ أمام الأبيض سوى ثلاث فرص فقط لانتزاع بطاقة التأهل إلى نسخة 2029.

يبحث الزمالك النادي الأكثر تتويجا في القرن العشرين، الظهور الأول في كأس العالم الأندية لأول مرة في تاريخه للمشاركة في المونديال العالمي فهل ينجح؟

حلم ضائع

ورغم أن الزمالك كان سيشارك بالفعل كأول ناد مصري قبل 24 عاما، تحديدا عاما 2001، وكان من المفترض أن تكون النسخة الثانية من المونديال بإسبانيا بعد النسخة الأولى في عام 2000، ولكن تم إلغاؤها بسبب مشاكل تسويقية.

تأهل الأبيض حينها للمشاركة ممثلًا عن القارة الأفريقية بصفته بطل كأس الكؤوس الأفريقية لعام 2000، إلى جانب هارتس أوف أوك الغاني بطل دوري أبطال أفريقيا، في نسخة كانت ستضم نخبة أندية العالم من مختلف القارات، مثل ديبورتيفو لاكورونيا كمضيف وبطل الدوري الإسباني.

كما تقرر مشاركة الهلال السعودي بطل كأس السوبر الآسيوية 2000، وجوبيلو إيواتا الياباني بطل كأس السوبر الآسيوية 1999، وجلاتا سراي (تركيا) بطل كأس الاتحاد الأوروبي 1999–2000، بالإضافة إلى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي بطل دوري أبطال الكونكاكاف لعام 2000، وأوليمبيا (هندوراس) – وصيف دوري أبطال الكونكاكاف 2000، وولونجونج وولفز الأسترالي بطل بطولة أوقيانوسيا للأندية 2001.

ومن أمريكا الجنوبية، بوكا جونيورز الأرجنتيني بطل كأس ليبرتادوريس 2000، وبالميراس البرازيلي تأهل عن قارة أمريكا الجنوبية، رغم أنه لم يكن بطل نسخة 2000 من الليبرتادوريس، واختير ضمن الفرق المشاركة.

لكن تلك النسخة لم ترَ النور، ليتأجل حلم الفارس الأبيض في الظهور العالمي، واليوم، وبعد أكثر من عقدين، يبحث النادي عن المشاركة العالمية.

الطريق إلى المونديال

 أقيمت كأس العالم للأندية لأول مرة بمشاركة 32 فريقًا من أفضل فرق كرة القدم العالمية، من بينها الأهلي والوداد البيضاوي والترجي التونسي وماميلودي صنداونز من جنوب أفريقيا.

وفي 14 مارس 2023، تم تحديد المبادئ الرئيسية للتأهل، حيث تعتمد على نتائج الأندية في البطولات القارية خلال الفترة من 2021 حتى 2024. 

وخصص “فيفا” 4 مقاعد للاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأربعة فرق فائزة بدوري أبطال أفريقيا، لتتأهل تلقائيًا إلى المونديال بين عامي 2021-2024، لكن المشكلة أن الأهلي توج بثلاث نسخ (2021، 2022، 2024)، وفاز الوداد البيضاوي في عام 2023 على حساب المارد الأحمر.

وأعتقد البعض أن “كاف” سيختار أصحاب المركز الثاني في النسخ التي توج بها الأحمر، لكنه اختار معايير مختلفة.

وبعد اختيار الأهلي الوداد، وتم تحديد المركزين المتبقيين بناءً على نظام تصنيف أخذ في الاعتبار نتائج المواسم الأربعة الماضية

معايير اختيار الفرق المشاركة

الأهلي (مصر) – بطل دوري أبطال أفريقيا 

الوداد (المغرب) – بطل دوري أبطال أفريقيا

الترجي (تونس) – مسار التصنيف للاتحاد الأفريقي لكرة القدم

صن داونز (جنوب أفريقيا) – مسار التصنيف للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هذا النظام، واستُخدم في جميع مباريات دوري أبطال أفريقيا، إذ مُنحت النقاط بناءً على مدى تقدم الفرق في البطولة، إذ يحصل الفائز بأحد المباريات ثلاث نقاط، ونقطة واحدة للتعادل، وثلاث نقاط للتأهل إلى كل مرحلة من مراحل البطولة.

 حُسبت هذه النقاط، ومُنحت المراكز المتبقية للفرق الأعلى ترتيبًا في مسار التصنيف، ليصعد الترجي وصنداونز إلى المونديال العالمي.

عليك الاختيار 

يحتاج الزمالك للتتويج بإحدى النسخ من البطولات الثلاث القادمة لدوري أبطال أفريقيا للصعود إلى المونديال، بعد فوز بيراميدز بنسخة الموسم الحالي والصعود إلى كأس العالم للأندية عام 2029.

وبعد فوز الأبيض بالمركز الثالث في الدوري المصري، سيغيب الفريق عن المشاركة في النسخة المقبلة، بالتالي سيتبقى له 3 فرص فقط، إما التتويج بنسخة عام 2027 أو الفوز بنسخة 2028 أو المشاركة في البطولة وتحقيق نتائج جيدة بشرط تكرار البطولة من أجل اللجوء إلى مسار التصنيف للصعود للمونديال.

الطريق ليس سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا، وعلى الزمالك أن يختار، إما الاستسلام لخيبة الغياب عن دوري الأبطال ومن ثم كأس العالم للأندية، أو الإعداد الجاد بالاستقرار الإداري والمادي للعودة على الساحة القارية، من أجل حجز مقعد طال انتظاره في المونديال العالمي.

مونديال أمريكا

بنظام موسّع يضم 32 فريقًا في نسخة كأس العالم الحالية، حصل الاتحاد الأوروبي على النصيب الأكبر بواقع 12 مقعدًا، يليه اتحاد أمريكا الجنوبية بـ6 مقاعد، ثم كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية بـ4 مقاعد لكل اتحاد، في حين مُنح كل من اتحاد أوقيانوسيا والدولة المضيفة مقعدًا واحدًا.

وتحدد المبادئ الرئيسية للتأهل، إذ تعتمد على نتائج الأندية في البطولات القارية خلال الفترة من 2021 حتى 2024. 

بالنسبة للاتحادات التي تمتلك أكثر من أربعة مقاعد (أوروبا وأمريكا الجنوبية)، يتأهل الأبطال الأبطال تلقائيًا، بينما تُستكمل المقاعد الأخرى عبر تصنيف الأندية القاري.

أما الاتحادات الأخرى، يتأهل فقط أبطال البطولات القارية، مع إمكانية الاعتماد على التصنيف في حال تكرار التتويج من نادٍ واحد، وهو ما حدث بعد تتويج الأهلي 3 مرات.

أما عن المقعد الخاص بالدولة المضيفة (الولايات المتحدة الأمريكية)، فقد أثار الكثير من الجدل، بعد أن منحه الفيفا رسميًا إلى إنتر ميامي في 19 أكتوبر 2024، باعتباره الفائز بـ”درع المشجعين” لموسم الدوري الأمريكي 2024، والذي يُمنح لصاحب أفضل سجل في الموسم العادي.

 ورغم أن القرار اُتخذ قبل فوز إنتر ميامي، فإن الإعلان عنه تأخر حتى اعتماد اللوائح رسميًا.

منذ مطلع الألفية، يُلاحق نادي الزمالك حلمًا لم يتحقق بعد، الظهور الأول في بطولة كأس العالم للأندية.

 ورغم محاولات متعددة، ما زال “الفارس الأبيض” بعيدا عن البطولة العالمية، ليترك جماهيره متحسرة على الغياب.. فهل يفعلها خلال السنوات المقبلة؟