في ظل هجوم مميت آخر من إيران، تتكشف أبعاد دمار غير مسبوق في إسرائيل، حيث تضررت آلاف الشقق، ومئات المباني معرضة لخطر الانهيار، كما يحذر مقاولو التجديد من أزمة وشيكة ويطالبون الحكومة بالسماح بالعمل الفوري قبل أن تتفاقم أوضاع السكان.

ارتفاع قياسي في مطالبات التعويضات
حتى صباح الإثنين، تم تقديم حوالي 9,900 مطالبة تعويض إلى سلطة الضرائب الإسرائيلية بسبب الأضرار الناجمة عن سقوط الصواريخ والشظايا منذ اندلاع القتال، وتم إجلاء 2,695 شخصًا من منازلهم، بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
ويمثل هذا زيادة هائلة بلغت 4900 مطالبة خلال 24 ساعة فقط، ووفقًا للتقديرات الحديثة، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير بسبب الهجمات والدمار الواسع النطاق.
تعتبر سلطة الضرائب أن حجم الأضرار غير مسبوق من حيث نطاقها وخطورتها، وحتى صباح اليوم تعمل 90 فرقة من صندوق التعويضات التابع لسلطة الضرائب في جميع أنحاء البلاد، منها 24 في بات يام، و16 في رمات جان، و13 في رحوفوت، و12 في ريشون لتسيون.

بؤر الأضرار وتأثيرها على البنية التحتية
تشمل النقاط الرئيسية المتضررة: تل أبيب، رمات غان، ريشون لتسيون، رحوفوت، طمرة – وخاصة بات يام، التي تكبدت أكبر قدر من الدمار.
ولا يقتصر الضرر على الشقق والمباني السكنية فحسب، بل يمتد ليشمل البنية التحتية العامة، والمباني التعليمية، والطرق، ومئات المركبات التي احترقت أو تضررت من الانفجارات والشظايا.
تم الإبلاغ عن تضرر آلاف الشقق في جميع أنحاء البلاد – بعضها دمر بالكامل تقريبًا، بينما تعرض البعض الآخر لأضرار ناتجة عن تحطم الزجاج، والتشققات، وتلف البنية التحتية الداخلية.
ولم يتم نشر تقدير رسمي حتى الآن، لكن وزارة المالية تقدر حجم الأضرار بمئات الملايين من الشيكلات، مع إمكانية وصولها إلى مليارات – إذا تبين أنه يجب هدم عشرات المباني المتضررة بشدة.

دعوات عاجلة لاستئناف عمل مقاولي التجديد
ووفقًا لـ”معارف”، فقد قرر المهندسون أن ستة مبانٍ لم تعد صالحة للسكن. وفي ريشون لتسيون، يتم فحص خمسة مبانٍ إضافية، وفي بات يام – المدينة التي تعرضت لأكبر قدر من القصف – من المتوقع أن تُصدر تقييمات جوهرية من قبل المهندسين لتحديد أي المباني ستحتاج إلى هدم كامل وإعادة بناء.
في ظل هذه الحالة الطارئة، تبرز مطالبة واضحة من الميدان: السماح باستئناف عمل مقاولي التجديد على الفور.
ووفقًا لعيران سيف، رئيس جمعية مقاولي التجديد: “نحن نتحدث عن حجم دمار لم نعهده من قبل – ليس فقط إصابات مباشرة، بل أضرار بيئية في دائرة نصف قطرها مئات الأمتار حول نقاط السقوط، تم اقتلاع الستائر، تحطيم الزجاج، تدمير الأبواب، لا يمكن ترك العائلات مع فتحات مفتوحة أو شقق غير صالحة للسكن”.
5000 شيكل لكل متضرر
بينما كشفت صحيفة “كلكليست” الاقتصادية الإسرائيلية، أن إسرائيل ستقدم منحة لمرة واحدة قدرها 5000 شيكل أي ما يعادل 1,440.94 دولار لكل مقيم تضرر منزله جراء إطلاق الصواريخ، وأُعلن أنه “غير صالح للسكن”، وذلك وفقًا لقرار حكومي أُقر هذا الأسبوع.
وتهدف هذه المنحة إلى توفير استجابة أولية للاحتياجات الأساسية وشراء المعدات الأساسية، وستدفعها السلطة المحلية في منطقة سكن المقيم.
1500 شيكل للسلطة المحلية على عن كل مقيم يخلى منزله
بالإضافة إلى ذلك، ستحصل السلطة المحلية على 1500 شيكل (432.40 دولار) عن كل مقيم يُخلي منزله، أي 7500000 ألف شيكل بما يعادل 21,614.14 دولار، وذلك لتمويل النفقات الناجمة عن الأضرار، مثل تنظيف الشوارع والمواصلات والخدمات الإضافية، وستُخصم الميزانية، البالغة 50 مليون شيكل أي 14,409,429 دولار، من الميزانية لقرارات حكومية أخرى لعام 2025، والتي لم تُفصّل بعد.
منذ بدء عملية “الأسد الصاعد”، أُخلي حوالي 5000 شخص من منازلهم بسبب الأضرار المباشرة، منهم حوالي 2300 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط.
يُعوّض صندوق تعويضات مصلحة الضرائب الأضرار المباشرة التي تلحق بالممتلكات – مثل إصابة منزل أو مركبة بصاروخ – والأضرار غير المباشرة التي تلحق بالمحلات التجارية.
وعندما يُصنّف المبنى على أنه غير صالح للسكن، تُقرر مصلحة الضرائب – وأحيانًا السلطة المحلية – إخلاءه إلى فندق، لاحقًا، وبناءً على شدة الضرر، قد تُقدّم المساعدة في استئجار شقة مؤقتة أو دفع تكاليف الإقامة مع الأقارب، بالإضافة إلى تغطية النفقات الإضافية الناتجة عن الإخلاء.