«جواسيس الدرون».. شركات أوروبية «تسرق» دماغ أوكرانيا القتالي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



بينما تحتدم المعارك على الأرض في أوكرانيا في حربٍ تدار بالأقمار الاصطناعية والمسيّرات، تواجه كييف معركة من نوع آخر: سرقة الأسرار.

معركة صامتة تُهدد بتصدّع الجدار الأوروبي – الأوكراني، ممثلة في محاولة شركات أوروبية «سرقة روح الابتكار الأوكراني»، التي طورت المسيرات وجعلتها سلاحًا ناجعًا، في الحرب التي اندلعت قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

فما القصة؟

قال رئيس أحد كبار مصنعي الطائرات بدون طيار في أوكرانيا إن شركات تصنيع الطائرات بدون طيار الأوروبية التي وصفها بـ«عديمة الضمير تزيف» اختبارات ساحة المعركة، و«تحاول سرقة أسرار الشركات الأوكرانية».

واتهم رومان كنياجينكو، الرئيس التنفيذي لشركة سكاييتون، بعض الشركات المصنعة للأسلحة الغربية بالادعاء بأن أسلحتها «خضعت لاختبارات قتالية» بعد رحلات قصيرة أجريت بعيدًا عن خط المواجهة.

أوكرانيان يختبرون طائرة مسيرة

ونتيجة لذلك، استثمرت الحكومات الأوروبية مليارات الجنيهات الإسترلينية في أنظمة لا تعمل في الواقع، مما أدى إلى استنزاف الموارد المخصصة للدفاع عن دولها ودعم أوكرانيا .

وقال كنياجينكو إن مصنعي الطائرات بدون طيار سوف يزورون شركته بمقترحات للتعاون، «لكنهم سوف يستغلون الوقت لمحاولة التجسس على أسرارها».

كنياجينكو أضاف: «يقوم العديد من مصنعي الطائرات المسيرة الأوروبيين بعمل رائع، ونحن نعمل مع عدد منهم. لكن آخرين يعدون بالكثير لمجرد التحدث إليكم أكثر، واكتشاف ما لديكم من أسرار، ثم يختفون (..) تحاول هذه الشركات غير النزيهة البحث عن كيفية عملنا، ونوع الحلول التي لدينا والتي تعمل على أرض المعركة، ثم يُصدرون كتيباتٍ ترويجيةً رائعة، وعروضًا تقديميةً رائعةً حول كيفية عملهم في أوكرانيا. لكن في الواقع، لم يُجروا سوى رحلتين جويتين في لفيف [المدينة الغربية التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن خط المواجهة]».

أوكرانيان يختبرون طائرة مسيرة

وتابع: «في بعض الأحيان أفتح عروضًا لطائرات أخرى [بدون طيار] من أوروبا، وأرى كلماتي حرفيًا، دون أي تغيير (..)المشكلة الكبرى بعد ذلك هي أن مليارات الدولارات تذهب إلى الشركات التي لا تزال ليس لديها أي فكرة عما تفعله، وهذا يُشكّل مشكلةً للبلد الذي يُشتري مثل هذه الأنظمة، لأنهم يستثمرون في تقنياتٍ مُزيّفة. وفي النهاية، لن يحصلوا على شيء»، على حدّ قوله.

وتعد شركة سكاييتون الشركة الرئيسية المصنعة للطائرات بدون طيار طويلة المدى التي يستخدمها الجيش الأوكراني، حيث أكمل نظام رايبيرد الخاص بها أكثر من 350 ألف ساعة طيران قتالية، بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية.

وتستطيع طائرة رايبيرد حمل حمولات مختلفة، بما في ذلك كاميرات الاستطلاع، وأجهزة تحديد الترددات الراديوية، ومعدات أخرى، أثناء الطيران لمسافة تصل إلى 2500 كيلومتر في مهام تصل مدتها إلى 28 ساعة.

وقال كنياجينكو: «في بعض الأحيان يمكننا المساعدة في تدمير معدات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات في رحلة واحدة».

وقبل سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، كانت شركة سكايتون تُنتج طائرات كيه-10 سويفت خفيفة الوزن. أما الآن، فيعمل فريقها المكون من 500 موظف ليلًا نهارًا مع الجيش الأوكراني.

تحديات

ويرى الرئيس التنفيذي لشركة سكاييتون أن إحدى القضايا الأساسية هي سوء الفهم من جانب بعض الشركات الأوروبية للتحديات التي تنطوي عليها عملية تصنيع الطائرات بدون طيار.

وتابع: «إنهم يعتقدون أنه إذا جاؤوا إلى هنا، وقاموا بفحص مصنع شخص ما، فيمكنهم بسهولة إنشاء نفس المصنع في بلدهم»، لكنه قال إن أحداً لن يرتكب نفس الخطأ فيما يتعلق بتصنيع السيارات.

ويعتقد البعض أن الأمر سهل، وسنفعله ببساطة، لكن الأمر أشبه بآلاف الأسرار والحيل والخبرات التي نجمعها داخل الشركة، وبدون هذه الأمور، لن تسير الأمور على ما يرام، يضيف كنياجينكو.

وبدلاً من تمويل الشركات الناشئة، دعا كنياجينكو الدول الغربية إلى النظر في تمويل المصانع الأوكرانية داخل حدودها، مضيفا: «مجرد تمويل المصنع، ستجد مُصنِّعًا في بلدك يمتلك نظامًا متطورًا للغاية». وأضاف أنه لن يُحاول أحدٌ بناء طائرة إف-16 من الصفر، لأنهم «سيعلمون أن الأمر يستغرق وقتًا طويلًا» ويصعب إنجازه على أكمل وجه.

وأضاف: «لكل دولة تقنياتها الخاصة بها». ومن الواضح أن أوكرانيا تُصنّع الطائرات بدون طيار، ومن المتوقع تصدير منتجاتها، كما هو الحال مع طائرة إف-16 الأمريكية الصنع.

أوكرانيان يختبرون طائرة مسيرة

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً