“إهمال أم لعنة”.. من وراء تجدد حريق سنترال رمسيس؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


بعد حديث حكومي عن السيطرة على الوضع في سنترال رمسيس، اشتعلت النيران من جديد في أحد أكبر مراكز الاتصالات بوسط البلد مساء أمس، بعد يومين فقط من الحريق الأول الذي امتدت آثاره إلى شرايين حيوية عديدة في قطاعات الاتصالات والإنترنت والمصارف والطيران والخدمات الرقمية في البلاد.

من وراء تجدد حريق سنترال رمسيس؟

لم تتعافَ الخدمات من آثار الحريق الأول حتى صُدم المصريون بحريق آخر، لكن هذه المرة نشبت النيران في المبنى الخلفي للسنترال، الذي لا تزال تُجرى به أعمال التبريد والصيانة، وحتى هذه اللحظة لم يُعلن سبب تجدد الحريق.. فمن وراء تجدد حريق سنترال رمسيس؟

الحكومة هي المسؤولة

البرلمان حمّل المسؤولية للحكومة، وفقًا للسؤال البرلماني الذي تقدمت به عضو مجلس النواب سميرة الجزار، والتي طالبت فيه بفتح تحقيق عاجل واتخاذ جميع الإجراءات للوقوف على أسباب تجدد الحريق.

وأشارت النائبة إلى أن تكرار الحادث يكشف عن خلل واضح في معايير السلامة والأمان داخل منشآت الاتصالات، وسوء في أنظمة الإطفاء الآلي والتعامل مع الطوارئ، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين الجهات المعنية، مما يؤخر سرعة الاستجابة للكوارث.

وتساءلت الجزار: “هل فقدت وزارة الاتصالات السيطرة على الموقف بما سمح باندلاع الحريق مرة أخرى؟ أم أن الأمر يكشف عن حاجة الوزارة لإعادة هيكلة الإدارة ومحاسبة المهملين، واتخاذ إجراءات تأديبية ضد المقصرين قد تصل إلى فصلهم من مواقعهم؟”.

لحظة إطفاء الحريق المتجدد في سنترال رمسيس مساء أمس

تجاهل سبب الحريق

أما محافظة القاهرة والشركة المصرية للاتصالات، فاكتفتا بنشر بيانات مفادها أن الحريق الجديد كان محدودًا، ونشب أعلى المبنى الخلفي لسنترال رمسيس، وتمكنت قوات الحماية المدنية الموجودة بالمكان من إطفائه على الفور، دون التطرق لأسباب تجدد الحريق الذي فزع المصريين ليلة أمس.

حريق طبيعي ومتوقع!

وفي رواية أخرى لصحفي استقصائي في مجال الذكاء الاصطناعي، شحاتة السيد، كان تجدد اشتعال الحريق أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا أيضًا، وقال عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: “ما حدث ليس غريبًا لأي شخص عمل في مجال الشبكات أو الـ Data Centers أو حتى إدارة المرافق الكبرى، لأن أي حريق كبير يكون له آثار تابعة تسمى Hot Spots أو نقاط سخونة تظل موجودة حتى بعد إطفاء النار الظاهرة.”

وتابع: “عندما حدث الحريق الأول، كانت الحرارة مرتفعة جدًا لدرجة أنها أثرت على العزل الداخلي للكابلات، والألواح المعدنية، وحتى على الجدران نفسها، بالإضافة إلى الدخان والترسيبات الكربونية التي تترسب على الأسلاك والأجهزة، وتظل موصلة للكهرباء بدرجة معينة، وهذا قد يسبب شررًا أو قفلة كهربائية حتى بعد انتهاء الحريق.”

وأشار إلى أن المياه التي يستخدمها رجال الإطفاء أحيانًا تصل لأماكن حساسة داخل السنترال مثل لوحات التوزيع، أو الـ Racks التي يوجد فيها أجهزة الفايبر أو الـ Power Supplies، وعندما تظل المياه داخل الأجهزة أو تحت الأرضيات المعلقة، ومع السخونة أو إعادة توصيل الكهرباء، تتسبب في Short Circuit يسبب شرارة جديدة تشعل حريقًا جديدًا.

لحظة إطفاء الحريق المتجدد في سنترال رمسيس مساء أمس

ليس صدفة

وأكد الصحفي أن الحريق الثاني ليس صدفة أو نتيجة إهمال بسيط، لكنه نتيجة طبيعية للتلف الكبير الذي سببه الحريق الأول، الذي ترك وراءه آثارًا خفية تحولت لاشتعال ثاني نتيجة عدم معالجتها بشكل جيد. وهذا درس مهم جدًا، لأن إدارة الكوارث في منشآت الاتصالات الكبيرة لا تقتصر مهامها على إطفاء النار فقط، بل يجب تأمين الأجهزة والأسلاك والحوائط والأرضيات من أي شرارة أو تسريب كهربائي بعد الحريق.

تنبؤات البنك الدولي

وفي عام 2020، أصدر البنك الدولي تقريرًا تفصيليًا حول أوضاع قطاع الاتصالات في مصر، وحذر بشكل واضح من النتائج المحتملة لاعتماد النظام الرقمي في مصر على مزود واحد دون منافسة أو بدائل.

وحذر البنك الدولي أيضًا من انهيارات حرجة حال تعرُّض المركز الرئيسي للعطل، وهو ما حدث فعليًا بعد حريق سنترال رمسيس، يوم الإثنين الماضي، موضحًا أن الاعتماد على مشغل واحد في نشر الألياف الضوئية (المستخدمة في نقل البيانات) وغياب آليات بديلة أو أنظمة احتياطية، يجعل الشبكة عرضة للخطر.

لحظة إطفاء الحريق المتجدد في سنترال رمسيس مساء أمس

لعنة سنترال رمسيس

ولم تخلِ “السوشيال ميديا” من الروايات الفكاهية حول سبب تجدد حريق سنترال رمسيس بعد أكثر من 48 ساعة على الحريق الأول، حيث وصف البعض سنترال رمسيس بأنه ملعون أو مسكون بالأشباح، مع تعليقات ساخرة تشير إلى أن الجميع ما زال يعاني من تعطل الخدمات بسبب الحريق الأول، فيأتي الحريق الثاني ليعكر صفو المصريين.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً