ترامب وأوروبا.. ثقة مفقودة حول أوكرانيا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



قلق أوروبي من تذبذب الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ومن خفض الولايات المتحدة وجود قواتها في القارة العجوز.

إلا أن القلق تبدد بعض الشيء، بعد سماع حلفاء أوكرانيا في أوروبا الرسالة الحازمة تجاه روسيا التي كانوا يأملون أن يبعث بها الرئيس الأمريكي.

ورغم ذلك، لا يشعرون بالثقة؛ ففي جميع العواصم الأوروبية، يسود شعور بالصدمة إزاء تعليق واشنطن الأخير لشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا ثم تراجع ترامب عنه مما يثير القلق من الارتباك حول من يتخذ القرارات في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

سيناريوهات أوروبية متعددة

لذا، تستعد الحكومات الأوروبية لسيناريوهات متعددة، مما يجعل من الصعب وضع أي استراتيجية تجاه أوكرانيا، في الوقت الذي يبدو فيه أن سياسة ترامب الخارجية تتغير فجأة، وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية التي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي قد يتخذ المزيد من الإجراءات ضد روسيا، أو يُعلق نقل الأسلحة إلى أوكرانيا مجددًا، أو حتى يسحب القوات الأمريكية التي تشكل أساس دفاعات أوروبا.

وقال دبلوماسي من إحدى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو): “لم يعد هناك ما يُثير الدهشة؛ علينا أن نكون مستعدين لأي شيء”.

ومن بين أسباب هذا الارتباك، ضعف التواصل من واشنطن فمنذ بداية الشهر الجاري يحاول الأوكرانيون التواصل مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، لكنه لم يوافق بعد على الاتصال، بحسب مصدرين مطلعين.

وقال مسؤول أوروبي إنه “من الصعب معرفة ما يحدث” داخل الإدارة، خاصة وأن “ترامب بدأ يبدو أكثر ثباتًا في دعمه لأوكرانيا” في حين اتخذ البنتاغون موقفًا مختلفًا.

وضع القوات الأمريكية

وفي الوقت نفسه، تشعر أوروبا بالقلق مما هو أبعد من مسألة أسلحة أوكرانيا حيث تلوح في الأفق مراجعة شاملة لوضع القوات الأمريكية في أوروبا بالنسبة للعديد من حلفاء الناتو.

وإذا خفضت الولايات المتحدة وجود قواتها في أوروبا بشكل كبير، فسيكون من الصعب على دول القارة مواجهة روسيا على المدى الطويل أو درء التهديدات المستقبلية.

وقال مسؤول أوروبي ثان إن “الانطباع السائد في أوروبا هو أن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى التنسيق الكافي” بشأن أوكرانيا، وأن الكثيرين في دول الناتو يحاولون ببساطة مواكبة التغيرات في المزاج العام الأمريكي.

في المقابل، يؤكد البيت الأبيض أن الإدارة لم تُغير استراتيجياتها أو سياساتها. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان: “لا يوجد ما هو أكثر ثباتًا من السياسة الخارجية للرئيس ترامب.. سيضع أمريكا دائمًا في المقام الأول، ويريد السلام في أوكرانيا وحول العالم”.

وأضافت: “بعد مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية لضمان توافق جميع المساعدات العسكرية الأجنبية مع المصالح الأمريكية، قرر الرئيس إرسال ذخائر دفاعية إضافية إلى أوكرانيا للمساعدة في وقف أعمال القتل في هذه الحرب الوحشية”.

ويقود إلبريدج كولبي، كبير مسؤولي السياسات في البنتاغون مراجعة وضع القوة العالمية التي من المتوقع أن تصدر توصياتها في أغسطس/آب. وبسبب آرائه بشأن تحويل التركيز الأمريكي بعيدًا عن أوروبا نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يتوقع الحلفاء في القارة العجوز خسارة بعض القوات الأمريكية.

ويوم الثلاثاء الماضي، ألمح ترامب إلى بعض الإحباط تجاه ألمانيا وكوريا الجنوبية تحديدًا بسبب تكلفة إيواء القوات الأمريكية هناك.

ورغم أن الدراسة التي يجريها البنتاغون هي أمر تقوم به كل إدارة، إلا أن الدور المحوري لكولبي في إلغاء المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتاريخه الطويل من التشكيك في الوجود الأمريكي في أوروبا هو ما يثير مخاوف الحلفاء الذين يشعر بعضهم أن هيغسيث ليس محاورًا موثوقًا به بشأن استراتيجية أوكرانيا أو قضايا أوسع نطاقًا مثل الوجود الأمريكي في أوروبا. 

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً