سكوت بيسنت.. «مخلب» ترامب «السري» ضد بوتين

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



من الترغيب إلى الترهيب، تحول في استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا.

فبعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين الماضي، أن الولايات المتحدة ستتراجع إلى حدّ كبير عن قرار وقف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، انتقد يوم الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهمه بقول “أكاذيب”، معتبرا أن الكثير مما يقوله بوتين “هراء”.

ويبدو أن ترامب قد كوّن فهمًا أدق لسلوك بوتين في ساحة المعركة؛ فبعد مكالمة هاتفية بينهما الأسبوع الماضي، اعتبر الرئيس الأمريكي أن نية نظيره الروسي هي “المضي قدمًا في قتل الناس”، وفقا لما ذكرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.

وقالت الصحيفة إنه من غير المرجح أن ينفذ ترامب تهديده الوارد في تسجيل صوتي قديم بـ”قصف موسكو”، ومن غير المرجح -كذلك- أن تمتلك الولايات المتحدة القدرة أو الرغبة في إمداد الأوكرانيين في حرب استنزاف غير محددة إذا استمر بوتين في إحباط جهود السلام ومع ذلك قد يكون لدى ترامب شيء آخر في ذهنه.

وبحسب “تلغراف”، جاءت الإشارة الأولى يوم الأحد الماضي عندما هدد ترامب دول البريكس، التي تضم روسيا، برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%.

وكان ترامب قد ألمح في مايو/أيار الماضي إلى أن روسيا قد تتعرض لضربة قوية إذا لم يلتزم بوتين بالاتفاق وقال “ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا أنا، لكانت قد حدثت لروسيا بالفعل أمور سيئة للغاية، وأعني سيئة للغاية.. إنه يلعب بالنار!”.

عقوبات غربية

ورغم العقوبات الغربية عليها منذ بداية الحرب، لم يغير بوتين حساباته بشأن أوكرانيا لكن قد يكون لدى ترامب سلاح سري، بحسب الصحفية التي قالت إنه يتمثل في وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت.

وأشارت إلى أن بيسنت يعد مفكرا خارج الصندوق، فبصفته مديرًا موهوبًا في “وول ستريت”، كان شخصيةً رئيسيةً في حرب ترامب التجارية مع الصين، حيث كشف في أبريل/نيسان الماضي أنه وترامب وضعا استراتيجية لخطة بشأن بكين.

في النهاية توصلت الصين إلى اتفاق مع إدارة ترامب، لكن البيت الأبيض واصل جهوده للضغط على بكين بشكل كاف لإقناعها بالجلوس على طاولة المفاوضات.

وبيسنت ليس غريبًا على المخاطرة باستغلال نقاط ضعف خصمه؛ ففي بداية مسيرته المهنية، عمل لدى جورج سوروس، وكان له دور محوري في محاولته “لإسقاط بنك إنجلترا” عام 1992. وفي 2013، أفادت التقارير أن بيسنت حقق 1.2 مليار دولار لسوروس من خلال المراهنة مقابل الين الياباني.

والآن، هناك أيضًا دلائل واضحة على أن الاقتصاد الروسي يواجه ضغوطًا جراء جهود دعم الحرب، فلا يزال التضخم مرتفعًا، والطلب الاستهلاكي آخذا في الانخفاض، ويعاني قطاع التصنيع المحلي كما أن الميزانية تحت ضغط.

وفي بداية الشهر، حذّرت إلفيرا نابيولينا، مديرة البنك المركزي في حكومة بوتين، قائلةً: “لقد تكيّفنا مع بعض التحديات الخارجية، لكن أمامنا أوقاتٌ عصيبةٌ للغاية”.

ومن المرجح أن يدرك بوتين أن ترامب قد يدبر أمرًا كبيرًا خاصة بعدما أقر الرئيس الأمريكي بأنه هدد نظيره الروسي بعقوبات جديدة، قائلا: “نتحدث كثيرًا عن العقوبات.. وهو يدرك أنها قد تكون وشيكة”.

لكن السؤال هل يُقلل بوتين من شأن استعداد ترامب وكبار مستشاريه لتشديد الخناق؟ إن قانون معاقبة روسيا، الذي رعاه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، مطروح بالفعل. وبموجبه ستواجه أي دولة تتعامل مع روسيا رسوما جمركية بنسبة 500% على جميع السلع والخدمات المستوردة إلى الولايات المتحدة، ما يُعادل حظرًا شبه كامل على شركاء موسكو التجاريين.

ولقد تمكن بوتين من الحفاظ على جهوده الحربية، لأنه اتخذ إجراءات لحماية اقتصاده من العقوبات قبل الحرب، ولأن روسيا تمكنت من التحايل على العقوبات. أما إذا قرر ترامب وبيسنت اتخاذ موقف حازم، فهل ستتمكن روسيا من تجنب الانهيار الاقتصادي؟ وهل سيُجبر نهج ترامب الجديد، بوتين على إنهاء الحرب؟

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً