في لحظة تتقاطع فيها الجغرافيا مع الجيواستراتيجية، تعيد بريطانيا وفرنسا ضبط عقارب قوتيهما الجوية عبر استئناف مشترك لإنتاج صواريخ «ستورم شادو»، التي أثبتت جدارتها في سماء أوكرانيا.
فبعد خمسة عشر عامًا من التوقف، يعود الحلف الصناعي الأنجلو-فرنسي إلى الواجهة بمشروع عسكري يدمج التكنولوجيا الدقيقة مع الردع العابر للحدود، ليُشكل خطوة لافتة في جهود أوروبا لتعويض ما نُزف من ترسانتها خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
فبعد نجاح صواريخ «ستورم شادو» في أوكرانيا ستبدأ بريطانيا وفرنسا في تصنيع جيل جديد من هذا السلاح.
جيل جديد من الصواريخ
وبحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فإنه في ظل جهود أوروبا لإعادة التسليح، ستستأنف بريطانيا وفرنسا إنتاج صواريخ كروز الخارقة للتحصينات بعد توقف دام 15 عاما حيث يشهد البلدان تراجعًا في مخزوناتهما بعد تبرعهما لأوكرانيا.
ولم تُقدّم وزارة الدفاع البريطانية سوى تفاصيل قليلة عن الصاروخ الجديد حيث وصفته بأنه “الجيل القادم من صواريخ الضربات العميقة المضادة للسفن، ليحل محل صاروخ ستورم شادو ذي الفعالية القاتلة” وحتى الآن لم يتم اختيار التصميمات النهائية للمشروع.
وستشهد الشراكة الدفاعية الجديدة مع فرنسا إنتاج صواريخ جو-جو جديدة وأسلحة طاقة مباشرة بالتعاون ويُعدّ التزام لندن وباريس جزءًا من “الوفاق الصناعي” الأنجلو-فرنسي الجديد، الذي يُعزّز المشاريع العسكرية والفضائية والذكاء الاصطناعي المشتركة.
وقد تم الإعلان عن المشروع في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بريطانيا.
و”ستورم شادو” هي صواريخ كروز تُطلق من الجو، ويبلغ مداها حوالي 160 ميلاً، ويمكنها التحليق على ارتفاع منخفض لتجنب رصدها من قِبل رادارات العدو.
وتُنتج هذه الصواريخ شركة” MBDA ” متعددة الجنسيات لتصنيع الأسلحة، وتبلغ تكلفتها حوالي مليون دولار للصاروخ الواحد وقالت الحكومة البريطانية إن استئناف الإنتاج سيُؤمّن 1,300 وظيفة في المملكة المتحدة.
وحتى الآن لم تُؤكّد بريطانيا وفرنسا عدد صواريخ ستورم شادو المطلوب إنتاجها أو ما إذا كان سيتم التبرع بمخزونات جديدة منها لأوكرانيا.
كانت كييف قد تسبمت هذه الصواريخ لأول مرة من بريطانيا في مايو/أيار 2023، وبعد أكثر من عام تم السماح للقوات الأوكرانية باستخدامها لشن ضربات داخل الأراضي الروسية.
من جهة أخرى، التزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتنسيق استخدام أسلحتهما النووية لأول مرة دفاعًا عن أوروبا.
وقال سيباستيان ليكورنو، وزير الدفاع الفرنسي “سيُستأنف إنتاج صواريخ سكالب لتجهيز قواتنا في عام 2025، أي بعد 15 عامًا من آخر طلبية لنا”. وأضاف “أثبت صاروخ سكالب/ستورم شادو الفرنسي البريطاني، الممنوح لأوكرانيا، فعاليته في القتال الحديث عالي الكثافة، وفي المواقف الحاسمة.”
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي “هذه الشراكة تُعزز ريادتنا في أوروبا، وتضمن استمرار دعمنا لأوكرانيا، وترسل إشارة واضحة لخصومنا بأننا نقف معًا بقوة أكبر”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز