في غرفة مظلمة تحت الأرض يقترب سقفها من أرضها إلى الحد الذي يجعل الإنسان يدخل إليها منحنيا، يمكث عمال وفنيون وسط آلاف الأسلاك، تتساقط منهم قطرات العرق، لأكثر من 72 ساعة، يسابقون الزمن لاستعادة خدمات الإنترنت بعد حريق سنترال رمسيس الذي استمر أكثر من 24 ساعة.

حريق سنترال رمسيس
“بنطلع ناخد نفسنا وننزل تاني”.. خرجت هذه العبارة الخانقة من فم أحد العمال الذي تحدث إلى “تليجراف مصر”، وهو يضع يده على وجهه من حرارة الشمس الحارقة ويتصبب عرقًا، إذ حاول شرح كيف يقضي هو وزملاؤه كل تلك الساعات المتواصلة تحت الأرض لاستعادة الإنترنت بعد حريق سنترال رمسيس، في غرفة تشبه القبر الضيق.

وفي ظل شكوى الآلاف من تعطل خدمة الإنترنت في المنازل وجهات العمل، ارتدى العمال الذين جاء معظمهم من محافظة سوهاج، ستراتهم الخضراء واتجهوا إلى تحت الأرض لاستخراج كوابل الفايبر المحترقة.


وقبل أن يبدأ رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي اجتماعه مع الحكومة، أمس الأربعاء، طلب الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء حادث الطريق “الدائري الإقليمي”، وحريق سنترال رمسيس.
وتقدم مجلس الوزراء بخالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء، متوجهًا للمولى ــ عز وجل ــ بالدعاء بأن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يكتب الشفاء العاجل للمصابين.