مشاهد متعددة من الجمال والإتقان اجتمعت في عروض دارَي شانيل وأرماني خلال أسبوع الهوت كوتور لخريف وشتاء 2025 في باريس.
تحولت باريس إلى مسرح مفتوح للأحلام الراقية، حيث خطفت اثنتان من أعظم دور الأزياء – شانيل وأرماني بريفيه – الأنظار خلال أسبوع الموضة للهوت كوتور خريف وشتاء 2025.
وبين إطلالات مستوحاة من المسرح الباروكي وقصات مشغولة بأنامل الذهب الإيطالي، قدّمت العاصمتان الفنيتان، باريس وميلانو، عرضين يختصران جوهر الرفاهية والزمن الجميل، بحسب مجلة باري ماتش الفرنسية.
عروض شانيل وأرماني تحاكي الحرفة وتستشرف المستقبل
في “الصالون الفخري” لمتحف القصر الكبير، تجلّى وداع “شانيل” لعصر وانتظار فصل جديد، فيما حمل قصر أرماني المشع بالرخام رسالة أنيقة من شاعر الأقمشة جورجيو أرماني، تقول: “الكوتور هو فن الصمت الباذخ.”
جاء عرض شانيل كتحية فنية أخيرة من الاستوديو الإبداعي للدار، قبل تسليم الشعلة للمدير الإبداعي الجديد ماثيو بلازي، الذي حضر العرض وسط حضور لافت من وجوه بارزة مثل صوفيا كوبولا وابنتها رومي مارس، وناعومي كامبل، وشارلوت كازيراغي.
وفي “الصالون الفخري”، غُطيت الجدران بتجاعيد من قماش البيج، مانحة المكان طابعًا مسرحيًا حميميًا، من خلال إطار ذهبي فخم خرجت منه العارضات، يحملن في خطواتهن رموز الحِرَف الرفيعة: معاطف مزينة بالريش، وتفاصيل معقدة من الشك، وتطريز باللؤلؤ والترتر، تتعارض بجرأة مع أحذية ضخمة بقاعدة مطاطية.
وكانت الأزياء كلاسيكية في جوهرها، لكن بروح مستقبلية، تستحضر إرث كوكو شانيل وتعيد ترجمته بلغة القرن الحادي والعشرين.
أرماني: خطوات على المخمل ونظرة إلى الخلف
رغم غيابه الجسدي، ظل جورجيو أرماني حاضرًا بقوة في كل خيط من خيوط عرضه الباريسي. توافد الضيوف إلى قصر أرماني في شارع فرانسوا الأول، حيث جلست آنا وينتور إلى جانب المصوّر النجم يورغن تيلر، والكاتبة صوفي فونتانيل، استعدادًا لرحلة عبر الزمن والذوق.
بدأ العرض على وقع موسيقى صندوق ألعاب، بينما سارت العارضات بخطى مخملية، مرتديات تصاميم مستوحاة من الشرق: جاكارات بلمسات أورينتالية، بناطيل انسيابية، وبيريه أنيقة، تجسّد مزيجًا من الحداثة والحنين.
الحقائب الصغيرة بشكل مروحة، والإكسسوارات الدقيقة، وتطريزات مذهلة صُنعت في مشاغل أرماني، عزّزت الإحساس بالتفرّد. وفي لحظة ختامية آسرة، ظهرت فساتين مفتوحة الظهر، وقطع مطرزة بالكامل باللآلئ، في استحضار ساحر لروح هوليوود الذهبية.
أما المفاجأة الأبرز، فكانت حقيبة يد مطرزة بصورة أرماني نفسه، تلتها تصاميم سوداء مزينة بعقد ضخمة، لتؤكد أن الكوتور لدى أرماني ليس مجرد أناقة، بل قصيدة في الرقي. حين غادرت آنا وينتور، فهم الجميع أن الستار قد أُسدل على عرض لا يُنسى.
ومن باريس إلى ميلانو، ومن شانيل إلى أرماني، تثبت الهوت كوتور في 2025 أنها ليست فقط استعراضًا للترف، بل أيضًا مرآة فنية تعكس تحولات الذوق، والحنين، والحلم في آنٍ معًا.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز