في قلب منطقة سقارة، وفي فيلا فاخرة أُعِدت لتبدو مثل مهرجان فني كبير، وقف مئات المواطنين في انتظار تحقيق الوعود بالثراء السريع، من دون أن يعلموا أن ما ينتظرهم هو الفصل الأخير في مسرحية النصب الإلكتروني التي وقعت عليها منصة VSA قبل اختفائها.

الحفل، الذي نظمته منصة VSA قبل أيام من إغلاقها المفاجئ، لم يكن سوى “ستارة دخان” للتغطية على ما كان يجري في الكواليس، وما يحاك ضد المصريين من عمليات احتيال ممنهجة عبر تطبيق إلكتروني يعدهم بأرباح ضخمة مقابل “مشاهدة إعلانات قصيرة لا تتجاوز مدتها 15 ثانية”.
كواليس حفل VSA في فيلا سقارة
لم يكن قرار تنظيم الحفل عشوائيًا، فمع تصاعد الشكاوى من العملاء الذين لم يتلقوا مستحقاتهم المالية، بدأت الشائعات تدور حول قرب انهيار المنصة، ولطمأنة الجمهور، قرر القائمون على VSA إقامة حفل في فيلا راقية بسقارة، ووجهوا دعوات للآلاف من المشتركين، بحسب شهادة إبراهيم عبدالفتاح، أحد المتضررين.
وأضاف لـ“تليجراف مصر”: “الحفل أقيم بعد أيام قليلة من انقطاع التواصل مع الدعم الفني للمنصة مدة تجاوزت ثلاثة أسابيع، حيث بدا الحفل عاديًا في دقائقه الأولى، إلى أن أمسك أحد المسؤولين عن الحفل المايك وبدأ يكذب سيناريوهات إغلاق المنصة التي راجت بين المستخدمين، واصفًا كل ما تم ترويجه بـ (روايات كاذبة لهدم المنصة)”.

زيادة أرباح VSA
وأضاف: “منظم الحفل أكد للأعضاء أن VSA مستمرة في عملها”، مشيرًا إلى زيادة الأرباح بداية من الأسبوع التالي.
وأوضح أن المنصة لجأت إلى حيلة تسويقية ذكية لزيادة الإقناع، إذ تم توزيع هدايا مغرية على الحضور، مع وعد بمكافآت مضاعفة لمن يجلب عملاء جددًا.
وتابع: “اعتلت إحدى المسؤولات المسرح وأعلنت بثقة أن شبكة عملاء VSA في تزايد مستمر، وأرجعت السبب إلى النظام الفريد الذي يدر دخلًا حقيقيًا بسبب أرباح الإعلانات”.
كواليس الساعات الأخيرة لـ VSA
لم يمر سوى أيام قليلة على الحفل، حتى بدأت الكارثة تتكشف، فقد أغلقت الحسابات بشكل مفاجئ، وتوقفت الأرباح، وانقطع الاتصال بمندوبي المنصة، بحسب ما أكده عبدالفتاح.
وأضاف أن VSA منذ انطلاقتها جذبت آلاف المستخدمين بتقديم نظام سهل ومربح، ولفت إلى أن المنصة تعتمد على ضخ أموال المشاركين الجدد لدفع أرباح القدامى، وهو النموذج المعروف بـ”الهرم المالي”.
بلاغات رسمية ضد VSA
وتقدّم عدد كبير من المواطنين ببلاغات رسمية إلى الجهات المختصة، يتهمون فيها منصة تعرف باسم VSA بالاستيلاء على مبالغ طائلة قدرت وفق رواياتهم بـ3 مليارات جنيه، من خلال نظام خداعي قائم على الإيهام بتحقيق أرباح مالية مرتفعة مقابل مهام بسيطة لا تتجاوز مشاهدة مقاطع الفيديو.