في الوقت الذي تعاني فيه غزة من أزمة إنسانية خانقة ومجاعة تفتك بالأطفال قبل الكبار، تتصاعد موجة الغضب في العالم بعد انتشار فيديوه تُظهر توزيع مساعدات إنسانية أمام الكاميرات، ليتم سحبها لاحقًا بعيدًا عن أعين الإعلام من أيادي هؤلاء الصغار.
مساعدة من أجل الصورة
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشرته قناة “العربية”، مشاهد مؤلمة لأطفال يتسلمون علبًا غذائية، ويبتسمون أمام عدسات التصوير، قبل أن تُنتزع تلك المساعدات منهم بعد انتهاء التسجيل، ما يشير إلى أن بعض الجمعيات أو الفرق الميدانية لا تهدف سوى إلى “تجميل الصورة”، دون ضمان وصول المساعدات الفعلية لمن هم بأمس الحاجة لها.
وعلى صعيد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية “سند” إن أرواح الفلسطينيين تسفك وأطراف الأطفال تبتر، ويحرق النازحون في خيامهم، دون أن تحرّك هذه المشاهد ضمير العالم والمجتمع الدولي، في عجز وتخاذل يحصد أرواح الأبرياء مع كل ساعة تمضي في أهوال الحرب.
وبحسب “سند”، فإن مستشفيات قطاع غزة، وثقت منذ فجر اليوم الخميس، استشهاد 31 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، فيما استشهد 65 مواطنًا منذ فجر الأربعاء.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 57 ألفًا و680 شهيدًا بالإضافة إلى 137 ألفًا و409 جرحى بإصابات متفاوتة، وفق آخر معطيات لوزارة الصحة في قطاع غزة.
ومن جهته، قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، منير البرش، اليوم الخميس، إن 55 ألف امرأة حامل تعاني من نقص الأدوية اللازمة لهن، مؤكدًا أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة لإنهاء حياة الأطفال.
وأضاف البرش، أن نصف الشهداء في الهجوم على المراكز الطبية أطفال ونساء، مشيرًا إلى أن المنظمات الدولية تزود المستشفيات باحتياجاتها بشكل محدود.
جهود التهدئة
وفي إطار جهود التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال مسؤول إسرائيلي كبير، فجر الخميس، إن إسرائيل وحركة حماس قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح محتجزين خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد، وفقًا لما نقلته العربية.
وأضاف المسؤول، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لواشنطن، أنه إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار، ما يتطلب من الحركة الفلسطينية المسلحة نزع سلاحها.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا رفضت حماس ذلك “فإننا سنمضي” في العمليات العسكرية.
من جهته، جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في آخر تعليقاته على موضوع المحادثات، التأكيد على وجود فرصة للاتفاق في غزة، إما هذا الأسبوع، أو الأسبوع المقبل.
إعادة الإعمار
وفي سياق محادثات صفقة الأسرى، وافقت إسرائيل مبدئيًا على أن تبدأ قطر ودول أخرى بضخّ الموارد والأموال لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك خلال فترة وقف إطلاق النار، وفقًا لما نقلته “ يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وتطالب حماس بهذا كجزء من ضمانات جدية نية إنهاء الحرب، تُصرّ إسرائيل على أن الدوحة لن تُحوّل الأموال فحسب، بل ستُحوّلها دول أخرى أيضًا.
وطُرحت هذه المسألة أيضًا في محادثات أجراها الوفد القطري الذي وصل إلى واشنطن هذا الأسبوع، خلال زيارة بنيامين نتنياهو، في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
وترفض دول أخرى، كالسعودية والإمارات، الالتزام بالمساعدة في إعادة الإعمار قبل أن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب.