أطلق خبراء الصحة والباحثون تحذيرات عاجلة من انتشار فيروس نادر وخطير ينتقل عبر القوارض، قد يتحول إلى جائحة عالمية تهدد صحة الملايين.
أكدت السلطات الصحية هذا الأسبوع تعرض موظف في حديقة غراند كانيون الوطنية في أريزونا للإصابة بفيروس الهانتا، وهو مرض تنفسي ينتقل عن طريق استنشاق جزيئات عالقة في الهواء من فضلات القوارض.
يُعد هذا المرض نادر الحدوث في الولايات المتحدة، حيث يُسجل وفاة شخص أو اثنين سنويا فقط، فيما بلغ عدد الحالات خلال الثلاثين عامًا الماضية نحو ألف حالة. وتتركز الإصابات غالبا بين الفلاحين والمتنزهين والمشردين.
ومع ذلك، لوحظ هذا العام زيادة في عدد الحالات، حيث تم تسجيل إصابات بين خمسة سكان في أريزونا وأربعة في نيفادا، مما يشير إلى احتمال ارتفاع معدلات الإصابة. ووفقًا لإحصائيات 2024، سجلت سبع حالات مؤكدة وأربعة وفيات.
وذكر متحدث باسم حديقة غراند كانيون أن الموظف تعرض للفيروس أثناء عمله في حظائر البغال. وفي حادثة مماثلة هذا العام، توفي ثلاثة أشخاص في منطقة ماموث ليكس النائية بكاليفورنيا نتيجة الفيروس، رغم أنهم لم يشاركوا في أنشطة مرتبطة عادة بالتعرض للفيروس، بحسب السلطات الصحية المحلية.
ورغم توقعات تعافي الموظف من الحديقة، فإن فيروس الهانتا قد يؤدي إلى متلازمة رئوية قاتلة تسبب تراكم السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى وفاة نحو 50% من المصابين.
لذلك، توصي الجهات الصحية باتخاذ إجراءات وقائية مثل تهوية الأماكن التي قد تتواجد فيها فضلات الفئران، وتجنب كنس الفضلات الجافة، واستخدام المعقمات، وارتداء القفازات والأقنعة الواقية.
ينتمي فيروس الهانتا إلى مجموعة من الفيروسات التي تنتشر عالميا عبر استنشاق فضلات أو بول أو لعاب القوارض المصابة. تم اكتشاف المرض لأول مرة في كوريا الجنوبية عام 1978، ويصيب حوالي 40 إلى 50 أمريكيا سنويا، معظهم في المناطق الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بين عامي 1993 و2022 تسجيل 864 حالة مؤكدة في الولايات المتحدة. عالميا، تسجل الصين أكبر عدد من الحالات، حيث يصل العدد إلى 150 ألف إلى 200 ألف حالة سنويا.
يرجع ندرة الإصابة في الولايات المتحدة جزئيا إلى انخفاض تنوع أنواع القوارض الحاملة للفيروس مقارنة بآسيا وأوروبا، حيث تلعب عدة أنواع دور المضيف. أما في أمريكا الشمالية، فتعد فئران الغزلان هي الحامل الأساسي للفيروس.
وأشار الكاتب العلمي ديفيد كوامن، الذي توقع في كتاب له جائحة كوفيد-19، إلى أن زيادة حالات الهانتا قد تكون لها تبعات عالمية، موضحا أن الفيروس ظهر في كوريا ثم في منطقة “فور كورنرز” الأمريكية عام 1992، حيث بدأ يسبب وفيات.
وأظهرت أبحاث حديثة لجامعة فيرجينيا للتكنولوجيا أن الفيروس بدأ ينتشر بين أنواع أخرى من القوارض بخلاف فئران الغزلان، مع اكتشاف أجسام مضادة في ستة أنواع جديدة لم يُرصد فيها الفيروس من قبل.
سجلت فيرجينيا أعلى معدل إصابة بين القوارض بنسبة تقارب 8%، أي أربعة أضعاف المتوسط الوطني البالغ 2%، تلتها كولورادو وتكساس، وهما منطقتان معروفتان بانتشار الفيروس.
تظهر أعراض الإصابة بالفيروس عادة خلال أسبوع إلى ثمانية أسابيع بعد التعرض، وتشمل التعب والحمى وآلام العضلات والدوار والقشعريرة ومشاكل في الجهاز الهضمي. وقد تتطور الحالة بعد أيام إلى ضيق في التنفس وتراكم سوائل في الرئتين.
ولا يوجد علاج محدد للفيروس، ويعتمد العلاج على دعم الأعراض من خلال الراحة والترطيب والمساعدة التنفسية.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز