اللاذقية تحترق.. النيران تلتهم 14 ألف هكتار من الغابات وسط ألغام الحرب

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



امتدت ألسنة اللهب فوق جبال اللاذقية حتى طمست الأخضر واليابس، وحوّلت مساحات شاسعة من الغابات إلى رماد، وسط صراع مرير تخوضه فرق الإطفاء مع الطبيعة النارية والبيئة الموبوءة بمخلفات الحرب.

ووفق ما أعلنه منير مصطفى، مدير منظمة الدفاع المدني السوري، فقد بلغت المساحات التي طالتها الحرائق حتى صباح التاسع من تموز/يوليو نحو 14 ألف هكتار من الغابات، في واحدة من أوسع الكوارث البيئية التي تواجهها البلاد منذ سنوات. وعلى الرغم من إخماد عدد من البؤر، لا تزال النيران مشتعلة في مناطق متعددة، فيما تجري محاولات تبريد لمنع تجدد اشتعالها.

مصطفى، وفي تسجيل صوتي بثته الصفحة الرسمية للدفاع المدني، أشار إلى أن 82 فريقاً يشاركون في عمليات الإطفاء داخل سوريا، إلى جانب 10 فرق من الأردن و10 أخرى من تركيا، إضافة إلى دعم جوي من الطيران الأردني والتركي واللبناني، وكذلك طيران وزارة الدفاع السورية.

لكن الرياح النشطة ووعورة التضاريس، إلى جانب الألغام غير المنفجرة وبُعد مصادر المياه، كلها عوامل تحوّلت إلى عقبات رئيسية تعرقل الوصول إلى بعض البؤر النشطة، خاصة في مناطق الوادي، جبل زاهية، الفرنلق، ومحيط الشيخ حسن في ريف اللاذقية الشمالي.

حرائق اللاذقية

وأكدت المنظمة في آخر تحديثاتها أن هناك 3 بؤر رئيسة ما زالت خارج السيطرة، في وقت يصعب فيه سحب المياه ونقلها إلى مواقع الاشتعال، وسط تضاريس جبلية قاسية.

ورغم فداحة الأضرار، أكدت الجهات المختصة عدم تسجيل خسائر بشرية حتى الآن، وهو ما وصفه مسؤولو الدفاع المدني بأنه “نجاح جزئي” في ظل ظروف الإخلاء المعقدة.

عبد الكافي الكيال، مدير مديرية الدفاع المدني في اللاذقية، أشار من جانبه إلى أن بعض النيران لا تزال مشتعلة في جبل التركمان، لكنه عبّر عن أمله في السيطرة الكاملة على الحرائق خلال الساعات المقبلة، مشيدًا بما وصفه بالتنسيق الكبير مع الفرق الأردنية والتركية.

وتشير أرقام الدفاع المدني إلى أن سوريا شهدت منذ مطلع نيسان/أبريل الماضي وحتى السابع من تموز/يوليو الجاري، 441 حريقاً زراعياً وحراجياً في مناطق متفرقة من محافظة اللاذقية.

حرائق اللاذقية

ويُنظر إلى ما يجري في غابات اللاذقية على أنه نكسة بيئية واقتصادية كبرى، إذ التهمت النيران آلاف الهكتارات من الأشجار، وقضت على تنوع نباتي يشمل أعشابًا طبية وعطرية، ناهيك عن تهديد الحياة البرية في الجبال التي كانت تؤوي حيوانات نادرة.

المشهد في اللاذقية لم يعد يُقاس فقط بعدد الأشجار المحترقة، بل بحجم الخسارة المستترة التي طالت القرى والبيئة والاقتصاد المحلي، في وقتٍ يبدو فيه أن النار لا تحرق فقط ما تراه، بل ما قد لا يُعوَّض.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً