كيف أجهضت السعودية مخطط ترامب لتهجير سكان غزة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


لعبت المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في إحباط خطة أمريكية كانت تهدف إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، حيث تراجع عن الخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب زيارته إلى الرياض وتوقيع اتفاقيات استراتيجية مع القيادة السعودية، حسبما أشار إليه موقع “واللاه” العبري.

تراجع ترامب عن مخطط التهجير

الخطة، التي أعلن عنها ترامب في فبراير الماضي تحت عنوان “الهجرة الطوعية من غزة”، كانت تهدف إلى إعادة تأهيل القطاع وتحويله إلى منطقة اقتصادية مزدهرة تُعرف بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، عبر تهجير سكانه، إلا أن المبادرة قوبلت بانتقادات شديدة، خاصة على المستوى العربي ومن منظمات إنسانية، ووصفت بأنها محاولة لفرض تهجير جماعي تحت غطاء إنساني.

مداعبة سياسية

ووفقاً لتقارير عبرية، لاحظت إسرائيل تغيراً في الموقف الأمريكي بعد زيارة ترامب إلى السعودية في مايو، حيث تحسنت العلاقات بين البلدين بشكل لافت إثر توقيع اتفاقيات أمنية واقتصادية، واعتبرت مصادر إسرائيلية أن المشروع لم يتجاوز المداعبة السياسية، وتوقف عملياً بعد تلك الزيارة.

داخل إسرائيل، ساد شعور بالإحباط نتيجة هذا التراجع، خاصة وأن الحكومة، كانت تأمل في دعم أمريكي لتمرير الخطة إلى دول قد تقبل استضافة سكان غزة.

 ورغم محاولات إسرائيل لإجراء اتصالات مع عدة دول خلال الأشهر الماضية بهذا الشأن، فإن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج تذكر، بينما غادر عدد محدود فقط من سكان غزة بشكل طوعي.

مناطق انتقالية للتهجير

في سياق متصل، تضمن المقترح الأمريكي تمويلاً يقدّر بنحو ملياري دولار لإنشاء مناطق انتقالية داخل وخارج غزة، تستوعب السكان بشكل مؤقت بانتظار إعادة توطينهم في دول ثالثة. 

وهدفت الخطة أيضاً إلى إعادة هيكلة الوضع في غزة وإنهاء سيطرة حركة حماس، من خلال ما وصفه مسؤولون أمريكيون بـ”إعادة تأهيل الغزيين والتخلي عن التطرف”، ما أثار انتقادات واسعة باعتبارها محاولة لتهجير قسري مغلفة بأهداف إنسانية.

ريفييرا غزة

ويرى محللون ومسؤولون في إسرائيل أن مشروع “ريفييرا غزة” قد فشل فعلياً، مشيرين إلى أن السعودية وجهت رسائل واضحة برفض أي مبادرة تتضمن تهجير الفلسطينيين، لما لها من تداعيات إقليمية سلبية قد تؤثر على مستقبل العلاقات في المنطقة.

ورغم أن بعض الدوائر الإسرائيلية لا تزال تتمسك بطرح الفكرة كجزء من رؤية بعيدة المدى، إلا أن الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، وتحت ضغط سعودي مباشر، أوقفت عملياً أي خطوات لتنفيذ المشروع.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً