حفاظا على “مزاج العرب”.. قانون إسرائيلي لمكافحة التدخين يستثني الشيشة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


بدأت اللجنة الاقتصادية في الكنيست الإسرائيلي، اليوم، مناقشة مشروع قانون يحظر بيع السجائر الإلكترونية المنكهة، في خطوة تهدف إلى مكافحة التدخين، خاصة بين الشباب، إلا أن المثير للجدل هو أن مشروع القانون لن يشمل النرجيلة (الشيشة) إرضاء للعرب وفلسطيني 48، وهو ما أثار نقاشًا حادًا حول التمييز وتأثير ذلك على المجتمع العربي، بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

الدافع وراء مشروع القانون.. الصحة العامة ومكافحة الإدمان

افتتح عضو الكنيست إيلي دلال، مقدم الاقتراح، النقاش مشيرًا إلى الأضرار “المروعة” التي تلحق بالأطفال نتيجة التدخين، وكيف أن التجربة الأولية للمراهقين مع السجائر الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى الإدمان على المخدرات، كما أعرب عن قلقه بشأن ضعف تطبيق القوانين الحالية، مقترحًا ضرورة تقييد بيع وتسويق المنتجات للأعمار التي تقل عن حد معين.

من جانبه، تحدث وزير الصحة، أوريل بوسو، عن معركته الشخصية ضد التدخين، مشيرًا إلى حزنه على وفاة شقيقه بسرطان الرئة بعد سنوات من التدخين المفرط.

وقال بوسو: “كل يوم لا نفعل فيه شيئًا، فإننا نخطئ في حق أنفسنا”، مؤكدًا أن 22 شخصًا يموتون يوميًا بسبب التدخين في إسرائيل، وأن التكلفة الاقتصادية والأضرار المعنوية هائلة.

وأكدت ممثلة وزارة الصحة، الدكتورة شارون ليفي، موافقة الوزارة على أن التدخين “آفة”، خاصة بين الأطفال والمراهقين، مشيرة إلى أن الأطفال يبدأون التدخين من عمر 10 سنوات، وأن هناك أكثر من 8000 وفاة سنويًا بسبب أضرار التدخين. 

وأضافت أن أكثر من 50 دولة تحظر بيع السجائر الإلكترونية، وأن إسرائيل متأخرة في هذا المجال.

جدل حول استثناء النرجيلة والأبعاد المجتمعية

وأثار عضو الكنيست دافيد بيتان جدلاً عندما أشار إلى أن النرجيلة لن تكون جزءًا من مشروع القانون المقترح، معتبرًا أن تضمينها سيكون “توسيعًا كبيرًا جدًا”. 

وقال بيتان: “لقد بالغتم في موضوع النرجيلة، من الواضح أنها بنكهات، لكنها أقل إشكالية، وإلا فإن السكان العرب سيغادرون دولة إسرائيل”.

وردت الدكتورة شارون ليفي على تصريحات بيتان مشيرة إلى أن 40% من التدخين في المجتمع العربي هو نرجيلة، وأن تدخين النرجيلة ليس أقل ضررًا من الناحية الصحية.

%46 من العرب يدخنون الشيشة

من جانبه، شدد مدير نشاط جمعية مكافحة السرطان في المجتمع العربي، فاتن جطاس، على أن 46% من المدخنين في إسرائيل يبدأون بتدخين النرجيلة، وأن هناك نرجيلة بدون نكهات،  وأضاف: “إذا كان التدخين بهذه الأهمية في المجتمع العربي، فإنه يؤثر على المجتمع اليهودي أيضًا”. 

وأشار جطاس إلى أن “النرجيلة بدأت في المجتمع العربي ولكنها انتشرت، نحن من يطالب بالتطبيق هنا، استثناء النرجيلة المنكهة يعني عدم معالجة مشكلة التدخين في المجتمع العربي”.

زأضافت ممثلة جمعية مكافحة السرطان، دانا فروست، أن النكهات “تخفي خطورة” التدخين، وقالت: “أريد أن أصرخ بصرخة المرضى المصابين بالسرطان الذين وصلوا إلينا بعد 40-50 عامًا من إخبارهم بأن الأمر ليس خطيرًا، إنه حلو للمراهقين لذا فهو سهل عليهم، وإذا لم نحظر ذلك، ستصل الرسالة بأن الأمر أقل خطورة”.

الخلاف حول تعريف “النكهات” وسبل التطبيق

وأعرب ممثل شركة “فيليب موريس”، المحامي يورام بونين، أمام اللجنة عن أن نص مشروع القانون يحظر إنتاج السجائر بشكل عام وليس فقط النكهات، موضحًا أن عملية تصنيع السجائر تتضمن استخدام مواد لا تخلق نكهة مميزة، وأن حظر استخدامها سيجعل من المستحيل إنتاج السجائر. 

أكد عضو الكنيست بيتان في رده على بونين أنه لا توجد نية لتوسيع الاقتراح ليشمل منع بيع السجائر تمامًا، وأن القصد هو حظر النكهات مثل الفاكهة أو البطيخ.

وأوضحت ممثلة وزارة الصحة، أورنا كوهين، أن الأبحاث تشير إلى وجود نكهات مثل النعناع تضاف بكميات لا تُشعر بها، بهدف تقليل مرارة النيكوتين، وأن هذه المواد تزيد من الإدمان. 

وقالت: “هذا يجعل أطفالنا مدمنين بعد سيجارة أو اثنتين”.

كما تطرقت ممثلة “فيليب موريس”، المحامية ليلاخ داهوح، إلى مسألة تطبيق القانون، مشيرة إلى تجارب دول مثل بريطانيا والسويد التي نجحت في خفض نسبة المدخنين بفضل تطبيق صارم للقوانين. 

وقالت: “عندما أخطأت أمينة صندوق وباعت كحولًا لمراهق يبلغ من العمر 17 عامًا، تلقت لائحة اتهام شخصية، فكيف لا يوجد تطبيق هنا؟” وأضافت داهوح أن بعض النكهات مثل النعناع تساعد كبار السن على تقليل التدخين، وأن حظر كل شيء لن يكون فعالًا.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً