تركيا وإسبانيا.. تعاون عسكري لبناء أكبر حاملة طائرات في أوروبا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



في ظل التعارض بين رفضها لزيادة الإنفاق الدفاعي ورغبتها في بناء حاملة طائرات، وجدت اسبانيا الحل في التعاون مع تركيا.

في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخيرة في لاهاي، أكدت الدول الأعضاء الالتزام بزيادة ميزانياتهم الدفاعية إلى 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي وهو ما كانت تريده الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لا تزال هذه الخطوة ضئيلة نسبيًا، خاصة وأن الدول الأوروبية في الناتو تحذر من أن عودة روسيا كقوة عظمى تمثل تهديدًا وجوديًا لوجودها الجماعي وذلك وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست”.

وفي حين صوت جميع الأعضاء لصالح زيادة الإنفاق الدفاعي، كانت إسبانيا العضو الوحيد الذي رفض الخطة حيث تقع على الجانب الآخر من القارة، ولا تخشى كثيرًا من هجوم روسي محتمل على أوروبا الشرقية.

ورغم رفضها زيادة الإنفاق الدفاعي، ترغب إسبانيا في امتلاك حاملة طائرات وهما أمران متعارضان، ففي النهاية، كيف يُمكن لإسبانيا، التي تُنفق القليل على دفاعها، أن تتحمل حتى تكلفة بناء حاملة طائرات والتي تعد من أغلى المنصات التي يُمكن لأي دولة أن تبنيها بنفسها؟لكن الأمور أصبحت أكثر وضوحا في 3 يوليو/تموز الجاري حيث أعلن رئيس وكالة صناعة الدفاع التركية أن تركيا، القوة الصاعدة التي تتمتع بقاعدة صناعية دفاعية هائلة ومتنامية ستساعد إسبانيا في بناء حاملة الطائرات.

وفي إعلانها عن المشروع المشترك مع مدريد، تعتزم تركيا مساعدة إسبانيا في بناء حاملة طائرات بطول 984 قدمًا.

ووفقا لموقع” Army-Recognition” فإن المبادرة الإسبانية التركية المشتركة “تضع حاملة الطائرات التركية المستقبلية في مستوى لا يُضاهي السفن الأوروبية فحسب، بل أيضًا تلك التي تُشغّلها الولايات المتحدة والصين، مما يُشير إلى سعي أنقرة إلى موقف أكثر حزمًا في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود”.

ومن المقرر أن تشارك شركة “نافانتيا” الإسبانية في هذا المشروع المشترك في حين سيتم بناء الحاملة نفسها في أحواض بناء السفن في إسطنبول، مما يُعزز منظومة الصناعات الدفاعية التركية المتميزة أصلًا من خلال هذا المشروع الطموح الأمر الذي يمكن اعتباره دليلا إضافيا على مدى جدية أنقرة في الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية.

ومن خلال الاشتراك مع إسبانيا في تطوير السفينة التي ستصبح أكبر حاملة طائرات في أوروبا لا تُعزز أنقرة قدراتها فحسب، بل تُثري صناعتها الدفاعية المتميزة أصلًا.كما تُوسّع تركيا بذلك نفوذها على حلف الناتو خاصة على إسبانيا العضو الأقل نشاطًا فيه، وغير الملتزم بهدف زيادة التزامات الإنفاق الدفاعي لجميع أعضاء الناتو الأوروبيين.

وفي ظل نزاعاتها الإقليمية خاصة حول الطاقة، تحتاج تركيا لتنمية قدراتها العسكرية المحلية بسرعة وتحديثها وهي مهمة جبارة تعمل أنقرة على إنجازها.

أما إسبانيا فستستفيد من مكاسبها الاستراتيجية من خلال مساعدة تركيا، العضو الاستراتيجي الأهم في الناتو في جنوب أوروبا.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً