أعلنت السلطات الصحية في بريطانيا عن استدعاء عاجل لأكثر من 11 ألف عبوة من قطرات العين المستخدمة في علاج الحساسية الموسمية.
وجاء هذا القرار، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة التصنيع قد تجعل المنتج غير معقّم، وهو ما قد يؤدي في حالات نادرة إلى التهاب خطير في العين يصل إلى فقدان البصر.
وأكدت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية ،أنها أصدرت تنبيها رسميا بشأن دفعة من قطرات ” زاديتن ” بتركيز 0.25 ملغم/مل، التي تُستخدم عادة في علاج أعراض حمى القش (حساسية حبوب اللقاح) مثل احمرار العين، الحكة، والدموع.
خطر محتمل على البصر
وقالت الوكالة إن هناك مخاوف من تلوث الدفعة أثناء التصنيع، مما قد يؤدي إلى عدوى مثل التهاب الملتحمة أو التهاب القرنية والجفن. وفي حال عدم علاج هذه الحالات بشكل فوري، قد تتطور إلى تلف دائم في أنسجة العين، وصولا إلى العمى.
وتُعد عدوى التهاب الملتحمة البكتيري ، المعروفة شعبيًا بـ”العين الوردية”، من الأمراض شديدة العدوى، حيث تؤثر غالبا على كلتا العينين وتسبب احمرارا وحكة وشعورا بالحرقة، وقد تصل في الحالات القصوى إلى تآكل القرنية وفقدان الرؤية إن لم تُعالج سريعا بالمضادات الحيوية.
تفاصيل الاستدعاء
الاستدعاء يشمل فقط دفعة واحدة من العبوة التي تحتوي على 5 مل من قطرات “زاديتن” ، وتحمل رقم الدفعة 4V64، مع تاريخ صلاحية حتى 30 سبتمبر 2026.
وحتى الآن، لم تتلقّ وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية أي بلاغات رسمية عن حدوث مضاعفات صحية من المرضى الذين استخدموا هذا الدواء، لكنها حثّت الجميع على التوقف عن استخدام العبوة المستدعاة فورا، والاتصال بمقدم الرعاية الصحية في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية.
تزامن مع ارتفاع موسم الحساسية
يأتي هذا الاستدعاء في وقت يُسجل فيه ارتفاع كبير في معدلات حبوب اللقاح في بريطانيا، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية الموسمية، ويدفع الكثيرين لاستخدام قطرات العين للتخفيف من الأعراض.
ويُوصف ” زاديتن ” عادة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات، بمعدل استخدام لا يتجاوز مرتين يوميا. ويعمل الدواء عن طريق منع إفراز المواد الطبيعية في الجسم مثل الهيستامين، التي تسبب التفاعلات التحسسية.
ماذا عن أسباب الخلل؟
وتُشير الوكالة إلى أن المراقبة البيئية خلال التصنيع تلعب دورا حاسما في ضمان تعقيم الأدوية مثل قطرات العين، إذ تُستخدم لتتبع أي ملوثات بيئية قد تؤثر على المنتج، وأي فشل في هذه المرحلة قد يسمح لبكتيريا خطيرة بالتسلل إلى العبوة.
ودعت الوكالة المرضى إلى الإبلاغ الفوري عن أي أعراض جانبية يُشتبه بأنها مرتبطة باستخدام هذه القطرات، عبر “نظام البطاقة الصفراء” ، الذي يتيح للمرضى والصيادلة والأطباء الإبلاغ عن أي آثار سلبية للأدوية والمستحضرات الطبية.
وهذا النظام، الذي أُطلق في ستينيات القرن الماضي، ساهم في سحب منتجات خطرة من الأسواق أو فرض تحذيرات جديدة على ملصقاتها.
نصائح للمصابين بالحساسية الموسمية
ويوصي الخبراء بزيارة الصيدليات للحصول على علاجات آمنة وسريعة، والحرص على وضع الفازلين حول الأنف لحبس حبوب اللقاح، ارتداء نظارات شمسية ملتفة حول الوجه، الاستحمام وتغيير الملابس بعد الخروج من المنزل، تجنب فرك العينين أو لمس الوجه قدر الإمكان.
ويُذكر أن حمى القش لا تُعد مرضا خطيرا بحد ذاتها، لكنها قد تكون عاملا محفزا لنوبات الربو لدى المصابين، وهي نوبات قد تكون قاتلة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز