توقفت مؤقتا بعض خدمات الاتصالات في مصر، بعد أن شب حريق ضخم، أمس في سنترال رمسيس، أحد أقدم المراكز التابعة للشركة المصرية للاتصالات.
ورغم السيطرة على الحريق، فإن الأنظار سرعان ما توجهت إلى مركز البيانات الضخم الذي يحتضنه المبنى، والذي يمثل العقل الرقمي لشبكات الاتصالات.
ويقول د.إبراهيم الصعيدي، أستاذ هندسة الإلكترونيات والاتصالات بعدة جامعات مصرية لـ”العين الإخبارية”، أن مركز البيانات بمثابة العصب المركزي لأي شبكة اتصالات، فهو يضم مئات الخوادم وأجهزة التوجيه والتخزين التي تُعالج وتُخزن وتُدير البيانات الصوتية والرقمية والمرئية، بما يشمل المكالمات، والإنترنت، وخدمات الدفع الإلكتروني، وحتى التطبيقات الحكومية.
وهذه الأدوار المهمة، تجعل حدوث أي خلل في مركز البيانات يشبه فقدان الدماغ للاتصال بأعصاب الجسم، ولو مؤقتا، كما يوضح الصعيدي.
ويضيف أن “العمل المتواصل للخوادم داخل هذه المراكز يُنتج حرارة شديدة، ولذلك تُستخدم أنظمة تبريد صناعية معقدة، تعتمد على التكييف عالي الكفاءة، للحفاظ على درجة حرارة ثابتة ومناسبة تمنع الأعطال، وتستهلك هذه الأنظمة بدورها كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، ما يرفع احتمالية حدوث ماس كهربائي أو خلل في التوصيلات، خاصة في حال تهالك البنية التحتية أو الضغط الزائد”.
وبحسب مصدر أمني نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن الماس الكهربائي يُرجح أن يكون سبب الحريق الذي التهم طابقين من السنترال وأدى إلى تعطل بعض خدمات الإنترنت والاتصالات.
ويشدد الصعيدي على مجموعة من الدروس المستفادة من هذا الحريق، ومنها أن اعتماد الشبكات الحيوية على مراكز بيانات مركزية دون وجود بدائل كافية يمكن أن يُشكل نقطة ضعف، كما أن افتقار بعض المنشآت القديمة لتجديد البنية التحتية الكهربائية، رغم احتضانها لأجهزة شديدة الحساسية، يمكن أن يمثل خطرا كبيرا، وأخيرا، أهمية أنظمة الإنذار والإطفاء التلقائي داخل غرف الخوادم، للحد من أي تطور مفاجئ لحريق.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز