كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة النقل الذكي دي دي (DiDi)، عن تزايد إقبال المصريين من مختلف الفئات العمرية على العمل المرن عبر المنصات الرقمية، في خطوة تعكس تحولًا جوهريًا في مفاهيم سوق العمل المحلي وتفضيلات الأفراد في كسب الدخل.
تنوع ديموغرافي
وتشير الإحصاءات التي جمعتها دي دي خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 مارس 2025، إلى أن قاعدة السائقين تتسم بتنوع لافت من حيث الأعمار، فقد شكل الشباب دون سن 25 عامًا نسبة 20% من السائقين، وهو ما يعكس اهتمام الطلاب والعاملين في بداية مسيرتهم المهنية بالفرص المرنة.
أما الفئة الأكبر، التي تتراوح أعمارها بين 25 و44 عامًا، فمثلت 62% من إجمالي السائقين، في دلالة واضحة على أن الأسر الشابة والموظفين في منتصف حياتهم المهنية يرون في دي دي مصدر دخل ثابتًا يمكن التكيف معه بسهولة.
كما أوضحت البيانات أن 18% من السائقين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فأكثر، في حين أظهرت الفئة التي تتجاوز سن الـ60 أداءً لافتًا، إذ أكمل سائقوها أكثر من ضعف متوسط عدد الرحلات مقارنة بالسائقين الأصغر سنًا.
المرونة للجميع
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال مدير الشؤون الخارجية في دي دي مصر، محمد حلمي: “يعتقد البعض أن العمل عبر المنصات مقصور على الشباب، لكن الواقع يثبت أن كل الفئات العمرية تختار هذا النموذج للبقاء نشطة وكسب الدخل.. مرونة دي دي تفتح الأبواب للجميع، بصرف النظر عن العمر أو الخلفية المهنية”.
وبحسب استطلاع رأي أجرته شركة إيبسوس لصالح دي دي، فإن 82% من السائقين يفضلون دي دي كمصدر للدخل، فيما اختارها 68% بسبب المرونة التي تتيحها في تحديد ساعات العمل.
كما عبر 51% من المشاركين عن رغبتهم في أن يكونوا “رؤساء أنفسهم”، بينما أشار 43% إلى أن المنصة توفر لهم وسيلة فعالة لدعم أسرهم ماليًا.
قصة من قلب القاهرة
في شوارع القاهرة، تبرز محاسن السيد، البالغة من العمر 63 عامًا، كأحد الأمثلة الملهمة لنجاح العمل المرن في دعم الأفراد على مختلف أعمارهم، فبعد أن عملت في مجالات متعدّدة وتولت تربية خمسة أطفال، قررت خوض تجربة جديدة خلف عجلة القيادة، وخلال أقل من عامين، أتمت أكثر من 2000 رحلة.
وقالت السيد: “لم أتوقع أن أحب هذه الوظيفة، لكن كل رحلة أصبحت فرصة جديدة للتواصل.. قد أكون في الثالثة والستين، لكن مع دي دي، وجدت وسيلة للاستمرار – من أجل عائلتي، ومن أجلي، ومن أجل الأشخاص الذين ألتقي بهم كل يوم”، تقول محاسن بابتسامة ورضا”.
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية وتبدل أنماط الحياة، أصبحت المنصات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من مستقبل العمل، وتؤكد البيانات أن العمل المرن لم يعد مجرد حل مؤقت، بل أصبح مسارًا مهنيًا مستقرًا يلائم جميع الأعمار، ويعزز روح الاستقلالية والاعتماد على الذات.