

هاي كورة (بقلم أريتز غابيلوندو – As)
لم أكن أتصور أن يأتي يومٌ أكتب فيه أن باريس سان جيرمان وريال مدريد يسيران جنبًا إلى جنب.
على الورق، يبدوان نقيضين في كل شيء: في طريقة إدارة النادي، في الخطاب، وحتى في النظرة إلى مستقبل كرة القدم.
لكن الحقيقة، حين تدخل الأموال وتعلو المصالح، تختفي الفوارق ويظهر الواقع: الكبار دائمًا بحاجة لبعضهم البعض.
كم من مرة سمعنا انتقادات لكأس العالم للأندية؟ ازدحام جدول، ضغط بدني، غياب الجولات التحضيرية… كل هذه الأصوات خفتت فجأة.
والسبب؟ الأرباح، من يشارك يغتني، ومن يُستبعد يندب حظه، كل الأندية الكبيرة، دون استثناء، تسعى لمكان في هذا السوق الذهبي.
أتذكر كيف توحّدت الفيفا بقيادة إنفانتينو ورابطة الأندية الأوروبية برئاسة ناصر الخليفي على هدف واحد: إنجاح البطولة، لم يكن ذلك سهلًا.
المفاوضات كانت طويلة حول الأموال المستحقة للأندية الأوروبية، لكن بمجرد الاتفاق، انهالت الجوائز، حتى من خرج مبكرًا نال نصيبه.
لكن ظل عنصر ناقص… ريال مدريد.
مشروع إنفانتينو الضخم لم يكن ليكتمل دون الحضور الثقيل لريال مدريد، النادي الإسباني عامل البطولة بجدية: غيّر المدرب، دفع مبكرًا لضم نجوم مثل أرنولد، وذهب بكل قوته للفوز، والأهم؟ هو من يشعل المدرجات ويحتكر الشاشات.
اليوم، نحن أمام احتمال مواجهة بين باريس ومدريد في نصف النهائي.
من كان يصدق؟ خصمان في الظاهر، لكن في العمق، يشتركان في المصير نفسه.
وهذا لا يختلف كثيرًا عن علاقة برشلونة باليويفا؛ لا أحد يريد الحرب، الجميع يفضل الصفقة على المواجهة.
فاليويفا بحاجة لبرشلونة، وبرشلونة لا يقدر على العيش دون دوري الأبطال.
وبين كل هذا، تظهر لنا وجوه شابة مثل دانييل سفينسون، ظهير دورتموند السويدي، الذي خذل نفسه أمام رايادوس لكنه يملك فرصة أخرى ضد مدريد… فرصة قد تغيّر مستقبله.
هكذا هو عالم الكرة اليوم: لا شيء يُحسم في الملعب فقط.