رغم مرور 12 عاما على إزاحة جماعة الإخوان من المشهد وتصنيفها كمنظمة إرهابية، فإن أذرعها المسلحة لا تزال تحاول أن تطل برأسها بين الفينة والأخرى، من القمقم الذي وضعته فيه ثورة 30 يونيو، وكان آخرها بث ما تُعرف بحركة “حسم” مشاهد لعناصرها وهم يحملون الأسلحة ويهددون بشن عمليات إرهابية.
فيديو حركة حسم
ظهور هذه الحركة في هذا التوقيت الحساس، يثير العديد من التساؤلات حول أهداف هذه التحركات ودلالات توقيتها، وفيما تسعى مثل هذه الجماعات إلى إثارة القلق وزعزعة الاستقرار، تتعالى الأصوات السياسية والأمنية مؤكدين على ثقة الشعب في قدرة الدولة وأجهزتها على التصدي بحزم لكل من يحاول النيل من أمن مصر واستقرارها.
واستنكر عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، اللواء يحيى كدواني، عودة ظهور الحركة مجددا، قائلًا: “حسم كيان غير شرعي يمثل تيارا معاديا للشعب المصري.
النشاط الإرهابي لحركة حسم
وأضاف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن حركة حسم لها نشاط إرهابي ممتد على مدار سنوات مضت، لافتًا إلى أنها كيان مناهض للاستقرار والأمن والأمان، حيث حاولت اغتيال بعض الشخصيات العامة والأبرياء في مصر، إلا أن الأجهزة الأمنية أحبطتها عقب ثورة يونيو 2013.
وأكد اللواء يحيى كدواني، ثقته التامة في قدرات الأجهزة الأمنية على التصدي لمثل هذه الجماعات الإرهابية، مطمئنًا المصريين بأن وزارة الداخلية لن تتنازل عن الوصول لمن يقف خلف تلك الجماعة ومن يمولها واتخاذ اللازم.

واستكمل عضو لجنة الدفاع والأمن القمي بمجلس النواب: “الحقائق واضحة والجميع يعلم أنه رغم الظروف المحيطة والأزمات الاقتصادية، فإن مصر تخطو بخطوات نحو التقدم وإزالة العراقيل التي تعوق الازدهار، وأن الشعب المصري يصطف خلف القيادة السياسية لمواجهة أي تحديات”.
امتداد حركة حسم لجماعة الإخوان الإرهابية
وأكد الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن تنظيم “حسم” الإرهابي يُعد امتدادًا مباشرًا لنهج العنف الذي تبنته جماعة الإخوان بعد فشل مشروعها في 30 يونيو.
وأضاف رئيس حزب الإصلاح والنهضة، في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن نشأة هذا التنظيم مرتبطة بأجنحة جماعة الإخوان المسلحة، التي أعادت ترتيب صفوفها عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وشكلت خلايا نوعية استهدفت بها مؤسسات الدولة ورموزها في محاولة للانتقام من الإرادة الشعبية.

وأشار إلى أن ما يُعرف بـ”حركة سواعد مصر – حسم” ليست إلا غطاءً لعمليات إرهابية تقوم بها عناصر تتبنى فكر الإخوان، وتتغذى على مفاهيم متطرفة مستمدة من تنظيرات سيد قطب التي تروج للعنف ضد الدولة.
ضربات أمنية قاسية
كما لفت إلى أن توقيت ظهور الحركة مجددًا ليس عشوائيًا، بل يأتي بعد تلقي الجماعة ضربات أمنية قاسية داخل البلاد، وتراجع تأثيرها الجماهيري، مما دفعها للجوء إلى أدوات عنف جديدة لاستكمال ما فشلت فيه سياسيًا.
ونوّه الدكتور هشام عبدالعزيز، بأن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط العديد من المخططات الإرهابية المرتبطة بهذه الحركة، عبر تفكيك خلايا نشطة وضبط عناصر خطيرة، في إطار استراتيجية استباقية حالت دون تنفيذ هجمات كان من شأنها زعزعة الأمن الداخلي.
وشدّد على أن وعي الشعب المصري لعب دورًا حاسمًا في التصدي لمحاولات بث الفتنة، وأثبت أن المجتمع يرفض العودة إلى دوامة الفوضى التي تحاول هذه الجماعات إثارتها.
كما أكد أن ثقة المواطنين في القوات المسلحة والشرطة لا تزال قوية، وأن الدولة تواصل مواجهتها للإرهاب ليس فقط عبر الوسائل الأمنية، بل أيضًا من خلال جهود التجديد الديني، وترسيخ العدالة وسيادة القانون، مما يعزز قدرة المجتمع على التمييز بين من يعمل للبناء ومن يسعى للهدم.
دلالات توقيت الحركة
ويرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن سلامة، أن ظهور الفيديوهات المنسوبة لما تُعرف بـ”حركة حسم” في هذا التوقيت لا يخلو من دلالات تهدف إلى زعزعة الثقة في القيادة السياسية والتأثير على الرأي العام.

وأوضح سلامة في تصريحات لـ“تليجراف مصر” أن بث هذه المشاهد في وقت يتميز الشعب المصري بحالة من التماسك والدعم الواسع لمؤسسات الدولة، ما يجعل من توقيت النشر محاولة مكشوفة للنيل من الاستقرار الوطني.
تمويلًا من جهات معادية
وأشار سلامة إلى أن هذه الجماعة تتلقى دعمًا وتمويلًا من جهات معادية لا ترغب في استقرار مصر، وتسعى لإضعاف دورها الإقليمي، معتبرا أن بث هذه المقاطع ما هو إلا محاولة يائسة لإعادة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الساحة السياسية مجددًا.
وأكد أن مثل هذه التحركات لن تنجح في التأثير على وعي المصريين الذين يتمتعون بإدراك كبير لحجم التحديات التي تواجه الدولة، وثقة راسخة في الرئيس السيسي وفي كفاءة الأجهزة الأمنية في حماية الأمن القومي.
وشدد على أهمية التعامل مع هذه المحاولات الإرهابية بحذر، من خلال عدم الترويج لها إعلاميًا، مع رفع درجة الاستعداد والجاهزية للتصدي لأي تهديدات محتملة داخل البلاد.