كواليس اجتماع الكابينت الإسرائيلي.. مشادة حامية بين نتنياهو ورئيس الأركان

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



شهد المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت) جلسة عاصفة امتدت حتى ساعات الفجر الأولى.

تخلل الجلسة مشادات كلامية حادة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي.

جاء ذلك على خلفية الخلاف حول آلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك قبيل توجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف مفاوضات التهدئة.

التوتر يبلغ ذروته

ورغم معارضة الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أقرّ المجلس الوزاري الأمني المصغر توزيع المساعدات في جميع أنحاء القطاع، بما يشمل شمال غزة.

وخلال الجلسة، عُرضت صور لسكان من غزة يركضون نحو مراكز توزيع الطعام، ما أثار جدلًا كبيرًا دفع برئيس الأركان إلى التحذير من قرب المدنيين من القوات الإسرائيلية.

وقال هاليفي موجّهًا حديثه للوزراء: «انظروا إلى الجنود. المدنيون ليسوا بعيدين عنهم»، في إشارة إلى الخطر الأمني المحتمل نتيجة التزاحم عند نقاط التوزيع.

الوزير إيتمار بن غفير، المعروف بمواقفه المتطرفة، ردّ غاضبًا: «لماذا توزعون لهم الطعام وتعرضون حياة الجنود للخطر؟ يجب وقف ذلك فورًا! إنهم يركضون لأن هذه طريقتهم في التفكير. حتى عندما تم إحضار مختطفات، ركضوا نحوهن. هل كانوا جائعين أيضًا حينها؟».

رئيس الأركان رد بسخرية واضحة: «هل تريدون أن نوقف التوزيع؟».

عند هذه النقطة، تدخل نتنياهو مؤيدًا استمرار التوزيع، قائلاً: «إنهم يركضون لأنهم جائعون. عندما يحصلون على كميات كافية، لن يركضوا بهذه الطريقة».

واحتجت الوزيرة أوريت ستروك قائلة: «هذا لا يُدار كما ينبغي»، ليرد عليها الوزير دودي أمسالم قائلاً: «إذًا قومي أنتِ بإدارته».

نتنياهو «يوبخ» رئيس الأركان

وسبق هذا النقاش الحاد توبيخ من نتنياهو لرئيس الأركان بسبب ما اعتبره تأخيرًا في تنفيذ توجيهاته بخصوص إنشاء «منطقة إنسانية» في جنوب القطاع.

وقال خلال الاجتماع: «لا يوجد ما يدعو للانتظار، يجب المضي قدمًا»، في إشارة إلى المناطق التي يُفترض أن يُنقل إليها سكان شمال القطاع لتلقي المساعدات الإنسانية.

سموتريتش وبن غفير صوتا ضد القرار، معتبرين أن توزيع المساعدات في الشمال يعيق جهود إخلاء السكان ويُبقي على نفوذ حماس في تلك المناطق.

جلسة صاخبة سابقة

هذه المشادة جاءت بعد أيام من تسريب تفاصيل جلسة عاصفة أخرى داخل الكابينت، حيث واجه رئيس الأركان اتهامات من الوزيرين نفسَيهما بعدم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية.

وردّ هاليفي بشدة آنذاك: «لا يوجد تباطؤ في القطاع. نحن ننفذ تمامًا ما طُلب منا. أنصح البعض بالحذر في كلامهم. لدينا جنود يُقتلون في المعارك». وردّ عليه نتنياهو غاضبًا، مطالبًا بإعداد خطة شاملة لإخلاء سكان القطاع باتجاه الجنوب، قائلاً: «لن أتنازل – حماس لن تبقى بأي شكل في غزة».

هاليفي عارض ذلك قائلًا: «هل تريدون إدارة عسكرية؟ من سيدير مليوني شخص؟ التعامل مع هذا العدد من الغاضبين والجوعى قد يؤدي إلى فقدان السيطرة، ما يشكل خطرًا مباشرًا على الجنود المنتشرين هناك».

رغم رفض حماس.. الوفد الإسرائيلي في طريقه إلى الدوحة

تأتي هذه التوترات في الوقت الذي قررت فيه إسرائيل إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة، رغم أن رد حركة حماس على المقترح القطري تضمن – وفقًا لما أعلنه نتنياهو – تعديلات غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل.

وقال نتنياهو في بيان رسمي: «بعد تقييم الوضع، وجّهتُ بالمشاركة في المفاوضات القريبة في الدوحة، ومواصلة المحادثات لاستعادة أسرانا، بناءً على الاقتراح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل».

وأشار مسؤول إسرائيلي رفيع، تحدث لوسائل إعلام عبرية، إلى أن حماس شددت من موقفها في ردها، لا سيما ما يتعلق بالمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق واسعة في غزة، ورفض آلية المساعدات التي تمر عبر شركات أمريكية، إضافة إلى طلب بدء التفاوض على إنهاء الحرب في مراحل مبكرة من الاتفاق.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً