
قبل أيام، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بأن بلاده مستعدة لتعاون كامل مع مجلس التعاون الخليجي.
هذا التصريح ربما يكون نهجًا ليس بالجديد من خلال فتح فصل جديد في تقوية العلاقات مع الجيران في منطقة الخليج، كما أشار الرئيس الإيراني إلى أن سياسة الجوار وتطوير العلاقات مع دول المنطقة يشكلان استراتيجية أساسية لإيران، وأن حكومة بلاده تبدي اهتماماً خاصاً في دفع هذه السياسة قدما.
الخليج عانى في فترات سابقة ومستمرة من سياسات إيرانية في المنطقة، كانت تتجاوز لدرجة التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، وتدعم حركات وأحزابا موالية بالمال والسلاح لاستخدامها أدوات في صراعات طهران ومحاولاتها مد النفوذ الإيراني في المنطقة.
ورغم ذلك، فإن توقف الهجمات الصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل لم يكن ليحدث لولا مساعي دول الخليج وتحركاتها الدولية والإقليمية واتصالاتها المباشرة مع قادة الدول لوقف الحرب.
جاء ذلك من منطلق استقرار المنطقة التي أصبحت قوة اقتصادية لها حضور دولي وصوت حقيقي يمكنه التأثير دولياً في كثير من القرارات، فالمصالح المشتركة بين الشرق والغرب مبنية على تطلعات استراتيجية.
إن العلاقات الدولية قائمة على مبدأ المصلحة الذي يأتي كمرتكز مهم عند صانع القرار، وتعد أمنا قوميا مهما لضمان استقرار إقليمي يحمي تدفق الكثير من الموارد التنموية التي تصدر للعالم.
على إيران أن تعي كيف أصبح نفوذ صحراء الخليج كقوة اقتصادية استطاعت أن توحد موقفها الرسمي دولياً، وتلعب دوراً استراتيجياً وسياسياً لتغيير مجريات الأحداث السابقة.
إن الشعارات الإيرانية الداعية للصلح مع الخليج ليست بالجديدة، لكنّ الكل يتمنى أن تكون حقيقة وجادة، فدول الخليج لطالما كانت قائمة على الانفتاح واتجهت نحو تصفير كل مشاكلها خاصة مع إيران التي لا تقتنع حتى هذه اللحظة أن عرش فارس والإمبراطورية الإيرانية لم تعد موجودة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة