للرفاهية وجه آخر.. فاكهة للأثرياء فقط

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



أصبحت الفاكهة الفاخرة رمزاً جديداً للمكانة في الولايات المتحدة، مدفوعة باتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي وثقافة الطعام المتنامية.

وضرب تقرير لمجلة «الايكونوميسيت» مثالاً بفراولة “أوماكاسي” -وهي فراولة ناعمة وحلوة للغاية تُزرع في مزرعة عمودية في نيوجيرسي بواسطة شركة تُدعى “أويشي”.

وتُباع هذه الفراولة في علب أنيقة تشبه علب الشوكولاتة الفاخرة، وتبلغ تكلفة ست حبات منها حوالي 14 دولارًا -أي ما يعادل ثلاثة أضعاف سعر علبة فراولة عادية في متاجر وولمارت.

ووفقاً للتقرير، فبالرغم من أن فكرة الفاكهة الفاخرة قد تبدو جديدة على المستهلك الأمريكي، فإن لها تاريخًا طويلاً في ثقافات أخرى. ففي بريطانيا خلال القرن الثامن عشر، كان الأناناس من الفواكه النادرة والمكلفة لدرجة أنها كانت تُؤجر للعرض فقط في الحفلات. أما في اليابان الحديثة، فلا تزال الفاكهة تُعامل كسلعة فاخرة وغالبًا ما تُقدَّم كهدية مرموقة. وفي عام 2016، بيعت عناقيد من عنب “روبي رومان” في مزاد مقابل 11,000 دولار -أي حوالي 350 دولارًا للحبة الواحدة.

واليوم، تدخل الفاكهة الفاخرة السوق الأمريكي بشكل متزايد. وتستغل شركات الأغذية وتجار التجزئة الفرصة لتسويق الفاكهة كتجربة فاخرة وليس مجرد منتج غذائي عادي. ففي عام 2024، أطلقت شركة “فريش دل مونتي”، وهي شركة أمريكية كبرى، أناناسًا فخمًا بسعر 395 دولارًا للواحدة، بعد أن لاقى رواجًا في الصين. وتُعرف هذه الفاكهة بطعمها الغني ولونها الذهبي، وتستهدف المستهلكين الباحثين عن التميز والندرة.

ومع ذلك، لا تزال الفاكهة اليابانية تحتل الصدارة في عالم الفاكهة الفاخرة. فقد أثارت سلسلة متاجر “إروون” الراقية في لوس أنجلوس ضجة على الإنترنت عندما بدأت في بيع فراولة يابانية مغلفة بشكل فردي بسعر 19 دولارًا للحبة. كما تُباع شمامات “كراون” اليابانية -التي تُزرع بكميات محدودة وتُفحص بعناية- بمئات الدولارات للثمرة الواحدة.

شركات متخصصة

ولتلبية هذا الطلب المتزايد، ظهرت شركات تصدير متخصصة. ومن بين هذه الشركات “إيكيغاي فروتس”، التي تأسست في طوكيو عام 2023. تقدم هذه الشركة مجموعة من الفواكه الفاخرة، من صناديق من الكاكي بسعر 128 دولارًا، إلى مجموعات فراولة قد تصل إلى 780 دولارًا. لكن هذا النموذج التجاري يواجه تحديات، مثل الرسوم الجمركية وتقلبات المناخ الناتجة عن التغير المناخي.

أما شركة “أويشي”، فقد وجدت طريقة لتجاوز هذه العقبات. فهي تستخدم الزراعة العمودية لزراعة أنواع الفراولة اليابانية محليًا داخل الولايات المتحدة، مما يلغي الحاجة إلى الاستيراد. وتسمح هذه التقنية بالتحكم الدقيق في درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة، مما يخلق بيئة مثالية للزراعة طوال العام، بغض النظر عن الطقس أو الموسم. كما تُقلل هذه الطريقة من البصمة الكربونية الناتجة عن الشحن.

وساعد التسويق الذكي والعلامة التجارية الأنيقة في تحويل فراولة “أويشي” إلى ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول الرئيس التنفيذي هيروكي كوجا: “يمكن لأي شخص أن يلاحظ أنها منتج مختلف تمامًا”. وقد لاقت هذه الاستراتيجية صدى واسعًا، حيث جمعت الشركة 150 مليون دولار في أحدث جولة تمويل لها في نوفمبر الماضي.

وفي محاولة لتوسيع قاعدة عملائها، أطلقت “أويشي” مؤخرًا نوعًا أرخص من الفراولة بسعر 8 دولارات للعلبة. كما دخلت الشركة مجال الطماطم الفاخرة، حيث تبيع علبًا صغيرة تحتوي على 11 حبة تقريبًا مقابل 10 دولارات. ويقترح كوجا تقديم ثلاث علب من الفراولة كهدية عند الذهاب إلى حفلة عشاء بدلاً من زجاجة نبيذ، قائلاً إنها “ستترك انطباعًا أقوى لدى المضيف”.

ومع تزايد شعبية الفاكهة الفاخرة في أمريكا، يتغير مفهوم المستهلكين تجاه الفاكهة. لم تعد مجرد وجبة خفيفة صحية، بل أصبحت رمزًا للفخامة والحرفية والرقي. وفي ثقافة تهتم بالصحة والجمال والانتشار على وسائل التواصل، قد تصبح الفراولة المثالية هي الكافيار الجديد.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً