مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يصبح الصيام مهمة أكثر تعقيدًا وصعوبة، خاصة لمرضى السكري ومرضى الكلى، نظرًا لحساسية حالتهم الصحية وتأثرها السريع بنقص السوائل أو اضطراب مواعيد الأدوية.
صيام يوم عاشوراء
قدّمت استشاري الأمراض الباطنة والسكر بكلية طب جامعة القاهرة، الدكتورة إنجي إبراهيم، عدد من النصائح الطبية المهمة للصائمين، بالتزامن مع صيام يوم عاشوراء وأيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، أهمها؛ الحرص على المتابعة اليومية لمستوى السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري، ومراقبة مؤشرات الجفاف ووظائف الكلى لمرضى الكلى، مشيرة إلى أن مراقبة المؤشرات الحيوية أثناء الصيام أمر بالغ الأهمية لتفادي المضاعفات المفاجئة.
أهمية استشارة الطبيب
شددت إنجي لـ”تليجراف مصر”، على أهمية استشارة الطبيب قبل الصيام، خاصة في حالات السكري من النوع الأول، أو القصور الكلوي المتقدم، أو المرضى الذين تعرضوا لغيبوبة سكر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أو يعتمدون على جرعات متعددة من الإنسولين يوميًا، وكذلك من يعاني من ارتفاع واضح في مستوى السكر التراكمي (أكثر من 9%)، مؤكدة أن هذه الفئات تحتاج لتقييم دقيق قبل اتخاذ قرار الصيام.

ونصحت إنجي، بضرورة شرب كميات كافية من المياه تتراوح بين 2 إلى 3 لترات يوميًا، حسب ما يحدده الطبيب، لتفادي الجفاف، وضرورة تجنب الأطعمة المالحة والمقلية، لما لها من أثر سلبي في احتباس السوائل وزيادة العبء على الكلى.
وأوضحت أن وجبة السحور تمثل عنصرًا أساسيًا في دعم الجسم خلال ساعات الصيام، حيث يُنصح مرضى السكري بتناول كربوهيدرات معقدة مثل الشوفان أو الخبز الأسمر، مع مصدر بروتيني لضمان استقرار مستوى السكر، أما مرضى الكلى فعليهم تجنب الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والفوسفور، مثل الموز والبطاطس وبعض أنواع المكسرات، نظرًا لتأثيرها السلبي على وظائف الكلى.
وشددت على ضرورة عدم تعديل أو إيقاف أي دواء دون الرجوع للطبيب، لأن بعض الحالات قد تتطلب تخفيض جرعات الإنسولين أو تعديل استخدام مدرات البول لتفادي انخفاض السكر أو التعرض للجفاف، وفي بعض الأحيان، قد يكون من الأنسب استبدال بعض الأدوية بأخرى أكثر ملاءمة لفترات صيام يوم عاشوراء مع الحر.
التعرض المباشر لأشعة الشمس
أوصت بتقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس تجنبا للوقاية من الإجهاد الحراري، وتجنب الوقوف لفترات طويلة في الأماكن المفتوحة، مع البقاء قدر الإمكان في أماكن باردة أو مكيفة، مع أهمية تقليل النشاط البدني المرهق خلال النهار، لتجنب فقدان السوائل أو هبوط الضغط.
وحذرت استشاري الأمراض الباطنة والسكر، ضرورة الإفطار فورًا في حال ظهور أعراض مقلقة، مثل الانخفاض الشديد في سكر الدم (أقل من 70 ملغ/دسل)، أو الشعور بالدوخة، أو الإرهاق غير المعتاد، أو اضطرابات الرؤية، أو التعرق الشديد.
ودعت مرضى الكلى إلى الإفطار في حال ظهور أعراض الجفاف أو حدوث تورم مفاجئ أو ارتفاع غير مبرر في ضغط الدم، مؤكدة على أهمية إجراء فحوصات ما بعد الصيام لتقييم تأثير فترة الصيام على مستويات السكر ووظائف الكلى، مع مراجعة خطة العلاج إذا لزم الأمر.
وشددت على أن الوعي الصحي، والمتابعة المستمرة، والتخطيط المسبق مع الطبيب، هي أساسيات لا غنى عنها لضمان صيام صحي وآمن في فصل الصيف، خاصة للمرضى الأكثر عرضة للمضاعفات.