في جلسة مغلقة وخاصة للحكومة الإسرائيلية نشب خلاف عنيف بين القيادة السياسية والعسكرية.
الاجتماع، الذي عقد مساء الجمعة، وكشفت القناة 12 العبرية تفاصيله، ضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعددًا من وزرائه مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، وقادة كبار من المؤسسة العسكرية، وذلك على خلفية الخلاف حول إدارة العمليات العسكرية في قطاع غزة والخطوات السياسية والأمنية المقبلة.
تفاصيل المشادات
وبحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، فقد بدأ التوتر في الاجتماع عندما وجّه الوزيران بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، وإيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، اتهامات مباشرة إلى الجيش، وعلى رأسه رئيس الأركان، بالتقاعس عن تنفيذ تعليمات المستوى السياسي.
وقال سموتريتش إن «الجيش يتباطأ»، مطالبًا بـ«فرض حصار كامل على شمال القطاع»، معتبرًا أن هذا التحرك من شأنه أن يُسقط حركة حماس بسرعة.
وردّ الجنرال هاليفي بعنف، نافيًا الاتهامات بالتراخي، قائلاً: «لا يوجد تخبّط في القطاع. نحن ننفذ تمامًا ما طُلب منا. أنصح البعض بالحذر فيما يقولونه. لدينا جنود يُقتلون في المعارك».
وفي ظل احتدام الجدل، تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رافعًا صوته صارخا وموجهًا أوامر مباشرة بإعداد خطة شاملة لإخلاء السكان المدنيين من شمال غزة إلى الجنوب، مؤكدًا أن: «حماس لن تبقى بأي حال في غزة. لن أتنازل عن هذا المبدأ».
وطلب من القيادات العسكرية إعداد خطة الإخلاء، قائلاً: «أريد أن أراها عند عودتي من واشنطن».
رئيس الأركان عارض بشدة المقترح، محذرًا من تداعيات كارثية في حال فُرضت السيطرة الإسرائيلية على مليوني فلسطيني، وتوجّه إلى الحاضرين متسائلًا: «هل تريدون إدارة عسكرية؟ من سيدير مليوني شخص؟».
وأضاف أن إدارة هذا العدد الكبير من السكان، وهم «غاضبون وجوعى»، قد يؤدي إلى فقدان السيطرة وخلق ردود فعل عنيفة ضد الجنود الإسرائيليين المنتشرين في القطاع.
في هذه المرحلة، جدد نتنياهو إصراره على تنفيذ الخطة، مشيرًا إلى أنه لا يريد إدارة عسكرية دائمة، بل نقلًا منظمًا للمدنيين إلى منطقة جنوبية «مدنية كبرى».
وصرّح: «الجيش ودولة إسرائيل من سيديران الأمر، البديل عن خطة الإخلاء هو سحق القطاع واحتلاله بالكامل، وهذا يعني قتل الأسرى، وهذا أمر لا أريده ولا أقبله».
الجنرال هاليفي أصر على أن هذه الخطة يجب أن تُناقش بشكل معمق داخل المؤسسة الأمنية والسياسية، مضيفًا: «لم نتفق على شيء من هذا القبيل. إدارة هؤلاء الناس قد تؤدي إلى فقدان السيطرة، وهو خطر حقيقي على جنودنا».
ويعكس هذا الاجتماع تصاعد الخلافات بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، خاصة في ظل تزايد الضغط الداخلي لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أشهر، بالتوازي مع الخلافات المتسعة داخل الائتلاف الحكومي بشأن صفقة محتملة للإفراج عن الأسرى أو وقف إطلاق نار جزئي.
ويأتي في وقت يستعد فيه نتنياهو للسفر إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط محاولات لتنسيق المواقف حول مستقبل غزة، في ظل غياب توافق داخلي إسرائيلي بشأن ما بعد الحرب، واحتدام الجدل حول إدارة القطاع ومستقبل حماس.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز