موجة جدل فجرها إيلون ماسك في الأوساط الأمريكية، بطرحه لفكرة حزب سياسي جديد، في واقعة اعتبرت بمثابة إعلان «تمرد ناعم» على الثنائية الحزبية التي تحكم المشهد منذ عقود.
فإيلون ماسك، الذي هندس مستقبل السيارات والفضاء، يحاول الآن أن يدلي بدلوه في مستقبل السياسة الأمريكية، عبر سؤال صعب: هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد؟
سؤال اعتبره موقع «أكسيوس» بمثابة بالون اختبار، وخاصة وأنه يأتي بعد موجة عداء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي «أنفق بسخاء» لدعمه.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح ماسك منتقدًا صريحًا للتشريع الذي وقعه ترامب، والذي يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أنه غير مسؤول ماليًا ويضر بالقدرة التنافسية العالمية لأمريكا.
فماذا نعرف عن تلك الدعوة؟
نشر إيلون ماسك استطلاع رأي على منصة «إكس» يوم الخميس يسأل فيه المتابعين عما إذا كانوا يؤيدون فكرة إنشاء حزب سياسي جديد لمواجهة الجمهوريين والديمقراطيين.
وقال ماسك: هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يمثل فعليا 80% من الطبقة المتوسطة؟، مضيفا في إشارة واضحة للجمهوريين: «بقي لترامب 3.5 سنوات متبقية كرئيس، لكنني سأبقى على قيد الحياة لمدة تزيد عن 40 عامًا».
وأضاف: إحدى طرق تنفيذ ذلك تتمثل في التركيز بشكل مكثف على مقعدين أو ثلاثة فقط في مجلس الشيوخ، وثماني إلى عشر دوائر في مجلس النواب. ونظرًا لضآلة هامش الأصوات التشريعية، سيكون ذلك كافيًا ليكون بمثابة صوت حاسم في القوانين المثيرة للجدل، مما يضمن أنها تخدم إرادة الشعب الحقيقية.
بالون اختبار؟
وبحسب «أكسيوس»، فإن تصريحات ماسك، تعد في الوقت الراهن مجرد بالون اختبار، لكنّ ثروة أغنى رجل في العالم، قد تحدث فرقًا في السباقات الصعبة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأشار إلى أن «أغنى رجل في العالم في عداء علني مع أقوى رجل في أمريكا، والذي أنفق مبالغ طائلة لانتخابه. سنكتشف قريبًا ما يستعد ماسك لفعله حيال ذلك».
وكان ترامب قال للصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الخميس إنه «خاب أمله في إيلون، لمعارضته مشروع قانونه الضخم الجميل». وتكهّن ترامب بأن السبب يعود إلى خفض مشروع القانون لائتمانات السيارات الكهربائية، ولأن ماسك يفتقد بالفعل إلى إمكانية الوصول إلى المكتب البيضاوي.
وقال ترامب إنه كان يتمتع بعلاقة جيدة مع إيلون ماسك، لكنه أوضح أنه لا يشعر بأنه بحاجة إليه، سواء أثناء الانتخابات أو الآن.
ويبدو أن ماسك كان يراقب، فنشر سلسلة من التغريدات تعارض مشروع القانون، ثم هاجم ترامب شخصيًا لأول مرة منذ تحالفه معه العام الماضي.
فـ«بدوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات، وكان الديمقراطيون سيسيطرون على مجلس النواب، وكان الجمهوريون سيحصلون على 51-49 في مجلس الشيوخ»، يقول ماسك، مضيفا في تغريدة: «هذا جحود للجميل».
وهبطت أسهم شركة تسلا يوم الخميس بعد أنباء عن خلاف بين ماسك وترامب. ورد ترامب في وقت لاحق من يوم الخميس، قائلاً إن ماسك “كان ضعيفًا”.
وتابع: «طلبتُ منه الرحيل، وسحبتُ منه تفويضه بشأن السيارات الكهربائية الذي أجبر الجميع على شراء سيارات كهربائية لم يرغب بها أحدٌ غيره (وكان يعلم منذ أشهر أنني سأشتريها!)، فجنّ جنونه!».
وكان ماسك قد هاجم بالفعل الجمهوريين في مجلس النواب بسبب موافقتهم بالإجماع تقريبًا على مشروع القانون، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان سيستخدم ثروته أو منصته الضخمة ضدهم.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز