ابنا أسوان.. منير وشيكابالا علاقة فرقها الانتماء وجمعها الاحترام

كانت العلاقة التي تجمع بين الكينج محمد منير، وأسطورة نادي الزمالك محمود عبد الرازق شيكابالا، تشبه إلى حد كبير تقلبات الساحة المستديرة، وتمريرات دقيقة، ولحظات فتور، ثم أهداف في شباك الود والاحترام.

شيكابالا ومحمد منير

ارتبط اسم شيكابالا والنجم محمد منير كثيرًا، خاصة وأن محمد منير كان معروفًا بزملكاويته ودعمه الكبير لشيكابالا، ومن جانبه كان شيكابالا يعتز بصداقته بمحمد منير وكان لا يفوت فرصة للحديث عنه والثناء عليه في البرامج، لا سيما الاحتفال بطريقة منير المميزة في الغناء.

وفي أبريل من عام 2020، بدا أن العلاقة بين الثنائي الأسواني منير وشيكابالا في أفضل حالاتها، حينما أطل الكينج على جمهور الزمالك من خلال مداخلة هاتفية في برنامج “زملكاوي” على قناة النادي، وأطلق عبارته الشهيرة: “شيكابالا حبيبي.. لكنه لا يسمع كلامي”، جملة بدت ودودة، وأظهرت نوعًا من الألفة التي تعكس علاقة صداقة قديمة أو احترام متبادل بين الطرفين.

محمد منير أهلاوي

لكن بعد عام واحد فقط، وتحديدًا في مارس 2021، فاجأ منير جمهوره – خاصة الزملكاوية منهم – بتصريح غير قواعد اللعبة، إذ أعلن خلال لقائه الإعلامي مع الفنانة إسعاد يونس أنه أصبح يفضل لاعبي النادي الأهلي، بل وذهب لأبعد من ذلك حين دعا جمهور الزمالك لتشجيع الأهلي في مواجهته أمام بايرن ميونيخ. 

التصريح الذي أثار موجة من الغضب والعتاب على مواقع التواصل، لم يمر مرور الكرام، على شيكابالا خاصة أن محمد منير كان يعتبر رمزًا زملكاويًا حتى تلك اللحظة.

أحمد منيب هو الأستاذ

وخلال ظهور شيكابالا في سبتمبر من العام ذاته، مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية” عبر شاشة “إم بي سي”، سُأل عن المطربين المفضلين له، فذكر شيكا قائمة طويلة من المغنيين، خلت من اسم منير، بعد أن كان يتغنى بحب ابن أسوان في كافة البرامج والمحافل، قبل أن يوضح لاحقًا أن الأستاذ الحقيقي بالنسبة له هو الفنان الراحل أحمد منيب، وكأن في الأمر رسالة ضمنية.

وفيما ظن البعض أن الخلاف قد يطفو على السطح، جاءت إشارات أخرى لتثبت أن علاقة الكينج مع شيكابالا، ظلت قائمة على الاحترام، ففي أغسطس من العام نفسه، بادر منير بالاتصال هاتفيًا بشيكابالا ليهنئه على فوز الزمالك ببطولة الدوري الممتاز، وهي البطولة التي رفع درعها شيكا لأول مرة بصفته قائد الفريق بعد مشوار طويل من العطاء.

اعتزال شيكابالا

اللحظة التي أعادت ضبط العلاقة بين الكينج والأسطورة لم تكن رياضية، بل إنسانية بامتياز، فبعد إعلان شيكابالا اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي، كتب محمد منير كلمات مؤثرة على حسابه الرسمي في “إكس”، قال فيها: “في هذه اللحظات المؤثرة لنا جميعاً نتذكر شيكابالا صاحب التاريخ المضيء والمجهود الوفير في نادينا الحبيب الزمالك وفي منتخبنا الوطني، كما أتذكر شيكا واعيُننا تنظُر إليه وهو صبي وديع في مدينة أسوان وأثبت لنا ما توقعناه له بمستقبلً باهر”.

وأضاف: “وفي هذه اللحظات كل الأماني بالمستقبل الباهر لأخي الصغير محمود عبدالرازق شيكابالا ومزيد من الاستقرار والنجاح”.

ورغم تلك الإشارات المتباينة، لم تختف ملامح التقدير بين الطرفين، وربما تلخص قصة منير وشيكابالا حكاية جيلين مختلفين، جمعتهما أسوان والموهبة، وافترقا عند نقطة الانتماء، ثم التقيا أخيرًا على ضفاف الود.