لفتات عدة يسجلها تاريخ علاقات الإمارات والسعودية، تُبرز علاقات الأخوة القوية بين البلدين، والفخر بالإنجازات والنجاحات المشتركة.
وتُعيد “العين الإخبارية” التذكير بهذه اللفتات، بمناسبة اللفتة الأخيرة التي قام بها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، الذي زار المملكة وهو يرتدي الوشاح الأزرق لنادي الهلال السعودي، احتفاءً بتأهلهم إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية 2025 في أمريكا، بعد الفوز 4-3 على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
ودائمًا ما تتصدر تلك اللفتات ترند مواقع التواصل، وسط احتفاء شعبي ورسمي بعلاقات الأخوة بين البلدين.
الأساور الحمراء
ولا ينسى أبناء الشعبين الصورة التاريخية التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وظهر بها سوار أحمر في يد كلٍّ منهما.
اللافت أن ارتداء السوار الذي ظهر في الصورة التي التقطت خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمملكة في ديسمبر/كانون الأول 2018، كان الهدف منه إظهار دعم الزعيمين لبطولة الألعاب العالمية الخاصة بالرياضيين ذوي الإعاقة الذهنية، التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 2019، في موقف إنساني داعم لـ”أصحاب الهمم”.
في الوقت نفسه، جاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمملكة آنذاك، في إطار حرصه على مشاركة السعودية إنجازاتها المهمة، حيث استضافت مدينة الدرعية التاريخية سباق “السعودية للفورمولا إي – الدرعية 2018″، الذي أُقيم للمرة الأولى في المملكة.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ختام السباق، في إطار حرصه على مشاركة السعودية إنجازاتها المهمة، ولا سيما أن إقامة السباق العالمي في محافظة الدرعية كان يتم للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن اعتزازه بعمق العلاقات التاريخية المتجذّرة التي تربط دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، والتي ترتكز على ما يجمعهما من روابط الدم والمصير المشترك.
وأكد أن السعودية، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ودعم ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تمضي في سباقها نحو المستقبل بثقة واقتدار، بهمة أبنائها الذين تمكنوا عبر التاريخ من صناعة أمجاد وطنهم، وهم المحور والركيزة الأساسية لتحقيق مستقبل مزدهر بالخير.
سوار إكسبو
أيضًا ظهر الزعيمان مجددًا وهما يرتديان سوارًا أزرق خلال زيارة ولي العهد السعودي للإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، في إشارة إلى دعم المملكة للإمارات في استضافة “إكسبو دبي 2020”.
واستضافت الإمارات فعاليات “إكسبو 2020 دبي”، الذي يُعد أول إكسبو دولي يُقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، وذلك خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2021 وحتى 31 مارس/آذار 2022، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وخلال تلك الزيارة، ترأس الزعيمان الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي – الإماراتي، الذي استضافته العاصمة أبوظبي، حيث أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات بين الإمارات والسعودية ليست علاقات تاريخية واستراتيجية فحسب، وإنما هي علاقات دم ومصير مشترك.
بدوره، أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين وشعبيهما، مبنية على أسس راسخة وتاريخية من التعاون والسياسات المشتركة تجاه شؤون المنطقة والعالم وقضاياهما.
وأشار إلى أن رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة الـ20 خلال عام 2020، واحتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرض “إكسبو 2020” هما خير دليل على ما تحظيان به من مكانة دولية مرموقة.
عيد الاتحاد
أيضًا من اللفتات المهمة، الزيارة الأخوية لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى دولة الإمارات مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي تزامنت مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الـ53، في لفتة من ولي العهد السعودي تُبرز قوة العلاقات بين البلدين.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية، خلال الزيارة.
ورحب خلال اللقاء ـ الذي جرى في قصر الروضة في مدينة العين ــ بأخيه الأمير محمد بن سلمان في بلده دولة الإمارات، وتبادلا الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين.
وهنأ ولي العهد السعودي رئيس دولة الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الـ53 للدولة، معربًا عن تمنياته للإمارات وشعبها مزيدًا من التقدم والرفعة.
وبحث الجانبان العلاقات الأخوية الراسخة، ومسارات التعاون الثنائي، والفرص الواعدة لتنميته في ضوء الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وتطرق الجانبان خلال اللقاء إلى أهمية دفع العمل الخليجي المشترك، مؤكدين في هذا السياق حرص البلدين على دعم كل ما يعزز منظومة العمل الخليجي المشترك، ويُسهم في ترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشاح الهلال
أما أحدث اللفتات، فتم تسجيلها مساء أمس الخميس، خلال زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، وهو يرتدي “وشاح الهلال”.
واستقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، في مكتبه بقصر السلام في جدة، مساء الخميس، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال اللقاء، ظهر الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مرتديًا الوشاح الأزرق لنادي الهلال السعودي، احتفاءً بتأهلهم إلى الدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية 2025 في أمريكا، بعد الفوز 4-3 على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
وسيلتقي ممثل العرب وآسيا الوحيد الآن في كأس العالم للأندية، في ربع النهائي، اليوم الجمعة، مع فلومينينسي البرازيلي.
وتصدرت صورة لقاء ولي العهد السعودي والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وهو يرتدي وشاح نادي الهلال، حسابات المغردين السعوديين في موقع التواصل “إكس” في المملكة، وسط احتفاء واسع باللفتة الأخوية للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
واعتبر المغردون، ومن بينهم مسؤولون وأمراء وشعراء ورياضيون ورجال أعمال وإعلاميون، تلك اللفتة المهمة رسالة تجسد العلاقات الأخوية بين الإمارات والسعودية، وتحمل الكثير من القيم والمبادئ الراقية، سواء على صعيد الرياضة أو السياسة أو العلاقات الثنائية بين الدولتين أو الدول الخليجية بشكل عام، ولا سيما أن نادي مانشستر سيتي يملكه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز الشراكة الثنائية في المجالات الحيوية والاستراتيجية، لما لذلك من أثر إيجابي على تقدم وازدهار المنطقة.
وقال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان: “يأتي هذا اللقاء في إطار التشاور المستمر بين قيادتي البلدين الشقيقين حيال مختلف القضايا التي تتعلق بأمن واستقرار المنطقة، والتنسيق بخصوص التطورات الراهنة التي يشهدها الإقليم”.
وأضاف أن “دولة الإمارات مؤمنة تمامًا بأهمية العمل العربي المشترك على الصعيدين الثنائي والجماعي، وضرورة التواصل الدائم لمواجهة التحديات الحالية، وضمان مستقبل المنطقة وتنميتها المستدامة”.
علاقات تاريخية
تأتي زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بعد نحو أسبوع من مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس وزراء المملكة العربية السعودية.
وتعد زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان خطوة مهمة نحو تعزيز العمل المشترك، ودفع علاقات التعاون نحو مزيد من التنسيق حيال مختلف القضايا التي تشهدها المنطقة، في وقت يشهد تحديات إقليمية ودولية متصاعدة.
لا تتوقف الزيارات المتبادلة لوفود ومسؤولين ورجال أعمال من البلدين لتعزيز التعاون، الذي شهد نقلة نوعية بعد تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي عام 2016.
وتعد العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات والمملكة نموذجًا فريدًا، بالنظر إلى عمقها وتكامليتها، وما تتضمنه من تاريخ حافل بالتعاون على مختلف الأصعدة التي شملت المجالات كافة.
وانطلاقًا من الرؤى الصائبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تشهد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تطورًا هائلًا وتقدمًا كبيرًا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، استنادًا إلى أسس تاريخية صلبة، تعززها روابط المصير المشترك، وتحكمها وحدة الرؤى والأهداف.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز