روسيا تهنئ أمريكا في عيد استقلالها، معربة عن أملها في علاقات «أكثر استقرارا»، فهل تخفف «دبلوماسية التهاني» وطأة حرب أوكرانيا؟
جاء ذلك في تهنئة قدمها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأمريكي ماركو روبيو، بذكرى استقلال الولايات المتحدة، معربا عن أمله في أن تكتسب العلاقات بين موسكو وواشنطن الاستقرار.
ونشرت وزارة الخارجية الروسية برقية التهنئة من لافروف جاء فيها: “أتمنى منكم أن تنقلوا خالص التهاني للشعب الأمريكي بمناسبة العيد الوطني للولايات المتحدة-عيد الاستقلال (4 يوليو من كل عام)، والتعبير عن دعم روسيا لتطلعاتهم إلى الوحدة وتحقيق الحلم الأمريكي”.
وأضاف: “آمل أن تتوطد العلاقات بين بلدينا، من خلال الجهود المشتركة، على مسار إبداعي، وأن تكتسب استقرارًا إيجابيًا وقابلية للتنبؤ، على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح الوطنية لكل منا، والتي يحددها التاريخ والجغرافيا و”الواقع الميداني”.
وتابع: “أغتنم هذه الفرصة لأتمنى للشعب الأمريكي أن يسير على طريق السلام والازدهار المشترك حتى تظل مبادئ إعلان استقلال الولايات المتحدة بشأن حق كل شخص في الحياة والحرية والسعي وراء السعادة”.
«لا تقدم»
تأتي التهنئة في وقت أكد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه فشل خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إحراز “أيّ تقدّم” نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، في حين أكد الكرملين أن موسكو “لن تتخلى” عن أهدافها في هذه الحرب.
ومساء الخميس، تحدّث الرئيسان الروسي والأمريكي في ظل توقف مفاوضات السلام الرامية لإنهاء نزاع مستمر منذ أكثر ثلاث سنوات في أوكرانيا وبعدما علّقت واشنطن بعض شحنات الأسلحة المخصصة لكييف.
وقال ترامب في تصريح لصحفيين “كانت مكالمة طويلة، تحدثنا عن العديد من الأمور بما في ذلك إيران، وتحدثنا أيضا، كما تعلمون، عن الحرب مع أوكرانيا. أنا لست سعيدا” باستمرار الحرب.
وردّا على سؤال بشأن ما إذا كان قد اقترب من التوصل لاتفاق يضع حدا لحرب أوكرانيا، قال ترامب: “كلا، لم أحرز أيّ تقدم معه على الإطلاق”.
وجاء توصيف ترامب للاتصال سلبيا خلافا لعادة الرئيس الجمهوري الذي دأب على إطلاق تصريحات إيجابية في سائر الاتصالات الخمس السابقة التي جرت بينه وبين بوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض.
إحباط متزايد
يبدي ترامب إحباطا متزايدا من بوتين بعدما كان أبدى انفتاحا تجاهه، وفي الأسابيع الأخيرة، رفض عرض بوتين التوسط في النزاع بين إيران وإسرائيل، طالبا منه بدلا من ذلك التركيز على وضع حد للحرب في أوكرانيا.
من جهته، قال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف للصحفيين إنّ بوتين أبلغ ترامب أنّ “روسيا ستحقق الأهداف التي حددتها، أي القضاء على الاسباب العميقة المعروفة جدا والتي أدت الى الوضع الراهن”.
وأضاف “لن تتخلى روسيا عن هذه الأهداف”.
ولطالما شددت روسيا على أن أهدافها في أوكرانيا تتمثّل بالتخلص من “الأسباب الأساسية” للنزاع، مطالبة كييف بالتخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومع ذلك، أكد بوتين لترامب أن موسكو ستواصل المشاركة في المفاوضات.
ورفضت موسكو على مدى شهور المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، فيما اتّهمت كييف وحلفاؤها في الغرب بوتين بتعطيل العملية.
وفي غضون ذلك، تتقدّم روسيا عسكريا في أوكرانيا.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز