أوكرانيا وأسلحة أمريكا.. وقف الشحنات يغيّر التكتيكات

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



مع عدم وجود مساعدات عسكرية أمريكية جديدة، تتبع أوكرانيا تكتيكا مغايرا للحصول على الأسلحة.

وتسعى أوكرانيا للحصول على المزيد من الأسلحة من الولايات المتحدة، ومع وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشحنات المخصصة لها، تُخطط كييف لتجربة نهج جديد وهو مطالبة واشنطن بالسماح لأوروبا بشراء أسلحة أمريكية لحسابها.

وكانت هذه المقاربة الجديدة قيد المناقشة في الوقت الذي تحركت فيه إدارة ترامب لوقف بعض شحنات المساعدات العسكرية التي كانت مخصصة بالفعل لكييف، بما في ذلك صواريخ باتريوت الاعتراضية للدفاع الجوي وقذائف مدفعية شديدة الانفجار.

وهذا الأمر فاجأ كبار المسئولين الأوكرانيين، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

كما تأتي خطط أوكرانيا الجديدة في الوقت الذي تتعهد فيه أوروبا بزيادة إنفاقها على الدفاع، وتبحث فيه عن طرق مبتكرة لتحقيق ذلك من بينها شراء أسلحة أمريكية الصنع من ميزانياتها الدفاعية لنقلها إلى أوكرانيا.

وسيتم احتساب هذه الأموال ضمن رقم الإنفاق الدفاعي الجديد الذي حدده حلف شمال الأطلسي (ناتو).

تصريح أمريكي

لكن يجب أن تأتي هذه التحويلات بموافقة الإدارة الأمريكية، وهي تفاصيل قيد المناقشة، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع لـ”بوليتيكو”.

وفي ظل عدم وصول أي مساعدة أمريكية إضافية، وانخراط روسيا في هجوم عسكري صيفي يستهدف مدينة سومي الشمالية الشرقية، وسيطرة موسكو بالفعل على رواسب معدنية حيوية رئيسية، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه مضطرا إلى تغيير نهجه للحصول على أسلحة جديدة.

وقال مسؤول أوكراني “ليس لدينا خيار”.

وتتعلق إحدى نقاط الخلاف المحتملة بالقيود التي تفرضها الولايات المتحدة عادةً على استخدام الحلفاء للأسلحة الأمريكية.

فمثلا منعت إدارة الرئيس السابق جو بايدن إرسال صواريخ “ستورم شادو” البريطانية إلى كييف لاحتوائها على أجزاء أمريكية، وقال المسؤول الأوكراني إن جزءًا من المفاوضات سيتناول هذه التصاريح.

وتستغرق الأسلحة الأمريكية الصنع وقتًا طويلاً جدًا في التصنيع والشحن إلى الحلفاء، لكنها الافضل في السوق خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعدات المتطورة مثل الدفاعات الجوية.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على مثل هذه الطلبات.

وكانت الإدارة الأمريكية تبدو وكأنها بدأت تتقبل فكرة إرسال المزيد من الأسلحة الدفاعية إلى كييف، حيث التقى زيلينسكي بترامب على هامش قمة “الناتو” في لاهاي الأسبوع الماضي.

ووصف مصدر مطلع الاجتماع بأنه “إيجابي للغاية”، مشيرًا إلى أن ترامب بدا “متعاطفًا” و”متفهمًا”.

وقال مصدر ثانٍ مُطلع على الحوار بين الزعيمين إنه كان “مثمرًا” وسارت الأمور “بشكل جيد للغاية”، وأضاف أن زيلينسكي أطلع ترامب على آخر المستجدات بشأن الحرب، وحدد أنواع الدعم الذي ستحتاجه كييف من واشنطن في المستقبل.

من جانبه، قال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الجمهوري روجر ويكر، إنه سمع أن زيلينسكي عدّل طلبه للمساعدات من مساعدات عسكرية إلى القدرة على استخدام الأموال الأوروبية لشراء الأسلحة والذخيرة.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في ختام قمة “الناتو”: “إنهم يريدون امتلاك الصواريخ المضادة للصواريخ، كما يسمونها، وسنرى إن كان بإمكاننا توفير بعضها… من الصعب جدًا الحصول عليها”.

وعلى الرغم من التفاعلات الإيجابية بين ترامب وزيلينسكي، لم يكن هناك أي تحرك جديد لتوريد المزيد من الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا.

أهمية تتجدد

هذا الأسبوع، اكتسبت قضية نقل الأسلحة أهمية جديدة بعدما أصبح قرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بوقف شحنات الذخائر علنيًا وسط مخاوف المسؤولين العسكريين من انخفاض مخزونات الأسلحة الأمريكية مما دفعهم لإصدار قرار بتجميدها جزئيًا.

وفي غضون ذلك، تعثرت محاولات إقرار جولة جديدة من التمويل لمساعدة أوكرانيا في الكونغرس.

وكانت آخر موافقة للمشرعين على حزمة مساعدات لأوكرانيا قبل أكثر من عام، عندما وافق الكونغرس على تمويل بقيمة 61 مليار دولار لتسليح كييف وتجديد مخزونات الأسلحة الأمريكية، إلى جانب مليارات الدولارات كمساعدات لإسرائيل وشركاء آخرين في المحيط الهادئ.

وحتى هذا الأسبوع، كانت تلك المساعدات لا تزال تتدفق إلى أوكرانيا عبر بولندا، وكان من المقرر أن تستمر لبضعة أشهر أخرى، حسب حجم كل حزمة، وفقًا لمسؤول في الإدارة.

 وكانت الحزم المخطط لها أكبر مما تم إرساله بالفعل، بما في ذلك قذائف مدفعية وأسلحة صغيرة وصواريخ دفاع جوي، لكن إلغاء البنتاغون المفاجئ لشحنات الأسلحة أثار بعض الشكوك.

ولم تطلب إدارة ترامب أي أسلحة إضافية، وأشار قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس إلى أن التمويل المتعلق بأوكرانيا ليس أولوية.

والأسبوع الماضي، قال الأمين العام للناتو مارك روته، إن المملكة المتحدة وكندا والدول الأوروبية زادت مجتمعةً مساعداتها لأوكرانيا إلى ما يقرب من 23.5 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وستقدم 40.6 مليار دولار كمساعدات عسكرية إضافية لبقية العام.

لكن قدرة الدول الأوروبية على تزويد كييف بالأسلحة الأساسية، وخاصةً الدفاعات الجوية، محدودة.

وقال مسؤول أوكراني “بما أن بعض أنواع الأسلحة ذات الأهمية الحاسمة بالنسبة لنا لا تنتجها أي دولة في العالم الديمقراطي باستثناء الولايات المتحدة، فإننا، بالتعاون مع شركائنا الأوروبيين، مستعدون لشرائها”.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً