تكبد الدولار الأمريكي خسائر حادة خلال النصف الأول من عام 2025 متراجعًا بنسبة 10.8%، ليسجل بذلك أسوأ أداء نصف سنوي له منذ تفكك نظام بريتون وودز القائم على ربط العملات بالذهب في عام 1973 بحسب بيانات الأسواق العالمية.
وأظهرت المؤشرات أن النصف الأول من هذا العام كان الأكثر قسوة على العملة الأمريكية في تاريخها الحديث، إذ تراجع مؤشر بلومبرج للدولار الفوري للشهر السادس على التوالي، ليعادل بذلك أطول سلسلة خسائر منذ ثماني سنوات، وسط ضغوط متزايدة على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لاتخاذ خطوات باتجاه خفض أسعار الفائدة.
انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي
وهبط الدولار بنسبة 14.4% أمام الفرنك السويسري، و13.4% مقابل اليورو و10.5% أمام الين الياباني و9.6% مقابل الجنيه الإسترليني في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات متزايدة بفعل أزمة عجز الإنفاق وتصاعد التوترات التجارية المرتبطة بالرسوم الجمركية.
ويرى مراقبون أن العملة الخضراء تقترب من دخول منطقة السوق الهابطة، في ظل تصاعد التوقعات بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي قريبًا خفض أسعار الفائدة.
ورغم أن الأسواق تبدو متفائلة بشأن هذا التوجه، إلا أن محللي “جيه بي مورجان” يحذرون من أن دوافع هذا الخفض لا تنعكس إيجابًا على الأسواق المالية، لا سيما الأسهم.
وبحسب تقديرات البنك، فإن تاريخ السياسات النقدية منذ عام 1980 يُظهر أن الدولار يتعرض عادةً لهزّات قوية مع استئناف الفيدرالي لعمليات التيسير، وغالبًا ما تتواصل موجات التراجع بعد أولى خطوات الخفض.
ويتوقع الاستراتيجيون في “جيه بي مورجان” أن يواصل الدولار الهبوط إلى مستويات أدنى في معظم سيناريوهات التيسير المرتقب.