عاد مضيق هرمز إلى الأضواء مجددا بعد تصريحات لمسؤولين أمريكيين أكدوا فيها أن إيران كانت عازمة بالفعل على تلغيم المجرى الملاحي لإغلاق المضيق وتصعيد التأثير الدولي في أسواق النفط.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الجيش الإيراني شحن ألغاما بحرية على سفن في الخليج الشهر الماضي في خطوة زادت من مخاوف واشنطن من استعداد طهران لإغلاق مضيق هرمز في أعقاب الضربات الإسرائيلية على مواقع في أنحاء إيران.
- يشير تحميل إيران ألغامًا بحرية إلى احتمال جديتها في إغلاق مضيق هرمز، ما يهدد بإعاقة حركة التجارة والطاقة العالمية.
- المضيق يُعد شريانًا حيويًا لنقل النفط والغاز، وإغلاقه قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة.
- تكشف الاستعدادات الإيرانية عن احتمالات التصعيد المحتمل في الصراع الإقليمي، مما يستدعي مراقبة دقيقة.
المخابرات الأمريكية
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن هذه الاستعدادات التي لم يُبلغ عنها من قبل، والتي اكتشفتها المخابرات الأمريكية، تمت بعد فترة من شن إسرائيل هجومها الصاروخي الأولي على إيران في 13 يونيو/ حزيران.
ويشير تحميل الألغام – التي لم تُنشر في المضيق – إلى أن طهران ربما كانت جادة بشأن إغلاق أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، وهي خطوة كانت ستؤدي إلى تأجيج صراع متصاعد بالفعل وإعاقة التجارة العالمية بشدة.
وكان البرلمان الإيراني قد وافق – خلال فترة الحرب – على إغلاق مضيق هرمز وترك القرار النهائي للسلطات الأمنية. ورغم عدم اتخاذ قرار فعلي، إلا أن الحديث عن مضيق هرمز غالبا ما يستدعي الانتباه الى الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها هذا المضيق فيما يتعلق بحركة التجارة الدولية للنفط.
وقال تقرير نشرته مجلة نيوزويك إن مضيق هرمز هو ممر مائي ضيق يربط بين الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب. ويبلغ عرضه في أضيق نقطة حوالي 21 ميلاً ويحتوي على ممرين ملاحيين، كل منهما بعرض ميلين، أحدهما للذهاب والآخر للإياب.
أهميته مضيق هرمز
يمر عبر المضيق نحو 26٪ من تجارة النفط العالمية، مما يجعله أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم.
ووفقًا لـإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، فإن تدفقات النفط عبر مضيق هرمز خلال عام 2024 والربع الأول من عام 2025 شكّلت أكثر من ربع إجمالي تجارة النفط البحرية العالمية، وحوالي خُمس الاستهلاك العالمي من النفط ومنتجاته البترولية. بالإضافة إلى ذلك، عبر نحو خُمس تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية المضيق خلال عام 2024، وكانت معظم هذه الكميات من قطر.
وبحسب تقرير نشره موقع “انديان اكسبريس”، فإنه بسبب الموقع الجغرافي الحرج للمضيق، لا يوجد بديل بحري فعّال له. وبالتالي، فإن أي اضطراب في حركة الملاحة عبره ستكون له تداعيات خطيرة على تجارة النفط والغاز المسال عالميًا، وستؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار. وتنعكس أي تقلبات في أسعار النفط على العديد من السلع والخدمات، مما يسبب آثارًا اقتصادية واسعة.
البدائل البرية لمضيق هرمز والخيارات البديلة للمضيق تقتصر على نقل النفط عبر خطوط أنابيب برية إلى موانئ على البحر الأحمر أو خليج عمان، لكن قدرتها محدودة مقارنة بحجم التدفقات عبر المضيق.
وتدير شركة أرامكو السعودية خط أنابيب شرق-غرب الذي تبلغ طاقته 5 ملايين برميل يوميًا، ويمتد من مركز المعالجة في بقيق قرب الخليج العربي إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر.
أما الإمارات، فتشغّل خط أنابيب بطاقة 1.8 مليون برميل يوميًا، يربط الحقول البرية بميناء الفجيرة على خليج عمان.
خبرة تاريخية
ولطالما أكدت إيران أنها قادرة على إغلاق مضيق هرمز. ووفقا للتقرير، فإنه على الرغم من أن المضيق لا يمكن “إغلاقه” بالمعنى التقليدي—كما يُغلق طريق بري—فإن إيران يمكن أن تجعله منطقة خطرة على الملاحة التجارية، مما يؤدي فعليًا إلى تعطيل حركة الشحن العالمية.
وخلال حرب إيران والعراق في الثمانينيات، استهدفت إيران ناقلات نفط ومنشآت تحميل النفط باستخدام ألغام بحرية وصواريخ، منها صواريخ كروز صينية من طراز “سيلكوورم”، كما استخدمت زوارق سريعة لمضايقة السفن.
ولم تُغلق هذه العمليات المضيق تمامًا، لكنها تسببت في ارتفاع كبير بتكاليف التأمين البحري وتأخير في حركة السفن.
ووفقًا لتقرير صدر عام 2012 عن خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي (CRS)، يمكن لإيران أن تحاول عرقلة المضيق على مراحل. وتشمل إجراءات أقل عنفًا، ثم تتدرج لاحقًا إلى خيارات أكثر عنفًا، أو قد تلجأ منذ البداية إلى مزيج من الخيارات العنيفة”.
أما الخيارات المحتملة التي وردت في التقرير فتشمل: إعلان إغلاق المضيق أمام الملاحة دون تحديد العواقب للسفن التي تحاول العبور والتهديد صراحة باعتراض السفن المارة أو احتجازها أو مهاجمتها أو إطلاق طلقات تحذيرية على السفن العابرة في المضيق أو الخليج.
كما تشمل زرع ألغام بحرية في المضيق وأجزاء أخرى من الخليج، او استخدام غواصات وسفن حربية وصواريخ كروز من الساحل والطائرات لمهاجمة السفن البحرية الأجنبية خارج المضيق.
كل هذه الخيارات من شأنها أن تُحدث اضطرابًا كبيرًا في حركة الطاقة العالمية، وتجعل مضيق هرمز ساحة ساخنة لأي تصعيد محتمل في المنطقة.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز