شلة محمد صلاح.. “علشان تدخل دايرتنا محتاج فيزا وتأشيرة”

من الصعب للغاية، شرح معنى الصداقة، فهي ليست شيئًا يمكن أن تتعلمه في المدارس، وإذ لم تتعلم معنى الصداقة فأنت لم تتعلم أي شيء.

وتظل بعض الدوائر مغلقة، محفوظة لأصحاب المودة والرحلة الطويلة، ودائرة محمد صلاح نجم ليفربول لا تختلف كثيرا لكنها ليست مفتوحة للجميع.

محمد صلاح لم يكن يومًا لاعبًا يعيش في انطوائية وعزلة، لكنه في الوقت نفسه لا يفتح قلبه إلا لمن يستحق، لشخص يعرف معنى الصداقة الحقيقية.

فهناك جانب إنساني في حياة محمد صلاح لم يتغير رغم وصوله إلى المجد مع ليفربول، فهو ليس فقط نجمًا عالميًا فحسب، بل إنسان يحمل وفاءً نادرًا لرفاقه منذ الطفولة وحتى زملائه في رحلته بأوروبا.

صلاح لا يملك عشرات الأصدقاء، لكنه يحتفظ بدائرة صغيرة من الأشخاص الذين شاركوه الحلم منذ بداياته وحتى صعوده إلى القمة، ويرى فيهم أكثر من زملاء، يراهم أهلًا.

“محتاج فيزة وتأشيرة”

منذ بداية مسيرته، كون صلاح صداقات قليلة في عالم كرة القدم، أولى تلك الصداقات كان في منتخب الشباب مثل محمد النني وأحمد حجازي وشهاب الدين أحمد وحسين السيد وأحمد نبيل “مانجا” وعمر جابر وأحمد حسن “كوكا”.

يختص محمد صلاح بعلاقة خاصة مع محمد النني إذ يعتبره صديق الطفولة، وتزامل الثنائي منذ الخطوة الأولى، إذ تقاسما لحظات الصعود والمعاناة، حتى أصبح كل منهما شاهدًا على نجاح الآخر، وشريكًا فيه من بعيد.

وبدأت صداقة الثنائي من ملاعب الناشئين بنادي المقاولون العرب، حتى حلم مشترك في القارة العجوز.

تعود أصول محمد النني إلى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وهي المحافظة ذاتها التي ينتمي إليها محمد صلاح، نجم ليفربول، الذي ينحدر من مركز بسيون.

جمعت الثنائي الجذور الجغرافية، لكن ما وحّدهما بحق هو المشوار الطويل من الناشئين حتى عالم الاحتراف.

وتزامل الثنائي في نادي المقاولون العرب خلال مراحل الناشئين المختلفة، قبل أن يتدرجا معًا إلى الفريق الأول، لينضما إلى منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، قبل الاحتراف الخارجي في سويسرا.

وسبق محمد صلاح زميله وصديقه النني في خوض تجربة الاحتراف الأوروبي بفارق 6 أشهر، إذ انتقل إلى نادي بازل السويسري في صيف 2012، قبل أن يلحق به النني في يناير 2013. 

لعبا سويًا في بازل لمدة موسم، قبل أن يرحل صلاح إلى تشيلسي في يناير 2014، بينما واصل النني مشواره في سويسرا، قبل أن ينتقل الدوري الإنجليزي من بوابة نادي أرسنال.

استمرت علاقة صلاح بالنني وزملائه الآخرين، إذ يقضي الإجازة الصيفية عادة معهم.

ارتبط محمد صلاح أيضا، بعلاقة وطيدة مع محمد أبو تريكة خلال لعبهما في منتخب مصر سويا، قبل أن يعتزل الأخير كرة القدم.

“عالم سمسم”

كون صلاح صداقة قوية أيضا مع محمود حسن تريزيجه نجم منتخب مصر، إذ قال عنه “ائتمنه على أعز ما أملك، أثق بتريزيجيه إلى درجة أنني أترك معه ابنتيّ مكة وكيان”.

واختصه صلاح بمهمة تبدو هي الأصعب في الحياة!، إذ أكد نجم ليفربول أنه يختاره دائمًا لحل أي خلاف شخصي، حتى مع زوجته، لأنه “دائمًا في صفي”، على حسب تعبيره.

وفيما يخص عبد الله السعيد، أكد صلاح أنه من أكثر اللاعبين دعمًا له داخل صفوف المنتخب، مشيدًا بمساندته الدائمة في مختلف المواقف.

وعلق صلاح قائلا “لا يمكن أن أعلق صورة أحد كمثل أعلى، لكن يمكنني أن أعلق صورة عبدالله السعيد كصديق”.

يرتبط صلاح أيضا بعلاقة خاصة بـ عمر جابر الذي كون معه جبهة يمنى في منتخب مصر لسنوات، حتى أن البعض اتهم جناح الريدز بمحاباة نجم الزمالك وإجبار مدربي الفراعنة على استدعائه للمنتخب.

ليرد عمر جابر بقوة “انضمامي لمنتخب مصر بسبب صداقتي مع محمد صلاح تحدث فقط في “عالم سمسم”، وهذا بعيد عن الواقع تماما”.

“أهلاوي”

وكشف نجم الأهلي السابق شهاب الدين أحمد، سر يعتبره البعض خطير عن محمد صلاح، إذ يتساءل الجميع عن انتماء نجم ليفربول للأهلي أم الزمالك.

الكثير يعتبر صلاح “زمالكاوي” خاصة عقب تصريحات زملاء سابقين له في نادي المقاولون العرب، كما أن حبه لكرة الإسماعيلي الجميلة يزيد من تلك الفرضية، بسبب الارتباط التاريخي بين الناديين.

حتى أن بعض جماهير الزمالك ربطت بين احتفال صلاح بالقوس والسهم، وشعار النادي الأبيض، ما يدل على حب صلاح للقلعة البيضاء.

لكن شهاب الدين أحمد، أكد أن صلاح ينتمي للأهلي “بحكم معرفتنا القوية ببعض، ولما كنا بنتكلم في الكرة كان بيظهر أهلاويته”.

حفلات الزفاف

ويرتبط محمد صلاح بعلاقة قوية بصديق آخر من منتخب الشباب، إذ يظهر مع حسين السيد بشكل دائم، ويقول الأخير عن علاقته بنجم ليفربول: “تحدثت مع صلاح صباح يوم زفافي، ولم يُبلغني بنيّته الحضور، ثم فوجئت به يدخل القاعة رفقة شقيقه، وهو ما تسبب في انقلاب الأجواء رأسًا على عقب بسبب الحب الجارف الذي يحظى به بين الناس”.

وأكمل “تدافع الحضور للترحيب بـ صلاح والتقاط الصور معه بشكل غير مسبوق، حتى أنني سقطت على الأرض من شدة الزحام، وكاد الحفل أن يفسد تمامًا بسبب الهالة التي أحاطت بظهوره المفاجئ”.

وأتم “كما أنني استشيره في حالة انتقالي لناد آخر، كما حدث قبل رحيلي إلى سيراميكا كليوباترا”.

صديق آخر حضر صلاح زفافه هو محمد هاني نجم الأهلي ومنتخب مصر، إذ انتشر مقطع فيديو من حفل الزفاف، بعدما نادى العريس محمد هاني على نجم ليفربول عن طريق الميكروفون قائلا “محمد يا صلاح تعالى سلم علينا طيب إنت مكسوف؟”.

الشيخ حسني

وتجمع صلاح صداقة رائعة مع أحمد حسن كوكا، إذ يقضيان في الوقت الحالي الإجازة الصيفية سويا، ونشر صلاح صورة طريفة مع كوكا وعلق قائلا:”الشيخ حسني” في إشارة إلى النظارة السوداء التي يرتديها الأخير.

ليرد كوكا بقوة على نجم ليفربول، عبر مقطع فيديو طريف، ظهر خلاله وهو يمازح محمد صلاح عقب الفوز عليه في مباراة تنس طاولة.

وظهر كوكا في الفيديو وهو يسخر مازحًا من تعبيرات وجه صلاح بعد الهزيمة، قائلًا: “شوفوا يا جماعة، لما الواحد بيكون كسبان وشه بيتغير، شوفوا صلاح وشه عامل إزاي وهو خسران”.

وأضاف مهاجم منتخب مصر، وسط أجواء من الدعابة: “الواحد لما يكسب مرتين ورا بعض، بيبقى عامل إزاي”.

صلاح أفضل مني

ولم يكتف صلاح بتكوين صداقات في منتخب مصر، بل كون صداقات قوية للغاية في أوروبا.

ويتحدث صلاح عن علاقته بالنجم البلجيكي إيدن هازارد حيث لعبا سويا في نادي تشيلسي عام 2014، يقول نجم منتخب مصر “لديّ العديد من الأصدقاء في عالم كرة القدم، لكن هازارد هو الأقرب إلى قلبي في كل مرة نلتقي، نقضي وقتًا ممتعًا سويًا ونسترجع الكثير من الذكريات”.

وأكد هازارد نجم ريال مدريد السابق، أن صلاح لاعبا أفضل منه إذ قال “صلاح أفضل مني، أعتقد أنه مثل الأسطورة كريستيانو رونالدو، مهووس بتحطيم الأرقام القياسية والاستمرار لأطول فترة ممكنة داخل الملاعب”.

وأتم “يعتقد معظم الناس أن اللاعبين بمجرد وصولهم إلى سن 35 عاما فإن مسيرتهم تنتهي، ولكن بالطريقة التي يعتني بها صلاح بنفسه أعتقد أنه سيستمر في اللعب حتى سن  40 عاما”.

“موووو”

“لا أعرف كيف أقول لك يا صديقي، أنت لا تعرف مشاعري الآن، لكننا سنفتقدك كثيرًا، وخاصة أنا، كنت لاعبًا لا يصدق وصديقًا رائعًا بالنسبة لي، أفتقدك كثيرًا، أحبك كثيرًا، شكرًا لك على كل ما فعلته من أجلي”، كانت تلك الكلمات المؤثرة التي قالها محمد صلاح بعد رحيل زميله في ليفربول وصديقه المقرب الكرواتي ديان لوفرين يغادر الريدز إلى زينيت سان بطرسبرج الروسي.

وقال لوفرين في عام 2018: “منذ اليوم الأول، شعرنا بهذا الارتباط، لقد تحدثنا كثيرًا، كنا نتحدث عن أمور خاصة ولدينا خلفية مماثلة، وحياة صعبة منذ البداية”.

“لم يكن من السهل أن يكبر، إذ كان في مصر دون أي شيء، وقد مررت بأمر مماثل في كرواتيا مع الحرب والعودة إلى ألمانيا، نحن أصدقاء جيدون، نحب القهوة، وإطلاق النكات!”.

ومن بين الذكريات الأكثر “كوميدية” في صداقة الثنائي كانت توسلات لوفرين لصلاح للجلوس بجانبه في رحلتهما إلى مدريد لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2019.

صرخ لوفرين “موووووووو” عدة مرات على متن الطائرة من أجل جذب انتباهه وأن يظهر له أن هناك مقعدين متاحين لهما للجلوس بجانب بعضهما البعض.

 كما اشتهر الثنائي أيضا بالمنافسة الشديدة في لعب تنس الطاولة بمعسكرات نادي ليفربول.

“شلة” ليفربول

يتحدث صلاح عن أصدقائه في ليفربول “أنا مُقرّب من تسيميكاس وسوبوسلاي، وكذلك من فان دايك، لأننا معًا منذ 8 سنوات، عندما نجتمع، نتبادل دائمًا أحاديث رائعة، نحترم بعضنا البعض كثيرًا”.

“أنا أحب جدًا ترينت، لكنه يتدرب فقط، يتحدث فقط عندما تُخبره بشيء، لا يُحبّ الكلام كثيرًا، مع ذلك أُحبّهم، روبرتسون يتحدث أكثر، وترينت يُنصت أكثر، لكن كلاهما يفعل ما يُريد”.

ليرد أرنولد على صلاح، “مو أفضل صديق لي، أنا أحبه منذ عرفنا بعضنا البعض ولعبنا سويا، علاقتنا قوية، ولدينا تواصل خاص على أرض الملعب”.

“نحن نفهم أسلوب لعبنا، ولا نشتكي من بعضنا أبدًا، سواءً إذا مرر لي أو تجاهلني، نحترم أسلوب لعب بعضنا البعض”.

واختتم أرنولد حديثه مازحًا بقوله: “صلاح كثيرًا ما يدعوني إلى منزله، لكنني أتوتر دائمًا بسبب قططه، وفي إحدى الزيارات الأخيرة، قفزت إحدى القطط بالقرب مني، فأطلقت صرخة قوية، فما كان منه إلا أن التقط مقطع فيديو يوثق اللحظة، وحذرته وقتها من نشره، وقلت له لا يمكنك نشر هذا الفيديو أبدًا!”.