“المناهج ما اتشرحتش”.. طلاب مدرسة “حميدة” يكشفون أسباب الرسوب الجماعي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


في نهاية عام دراسي شاق، لم يكن أحد من طلاب الصف الثالث الإعدادي بمدرسة “حميدة الإعدادية” يتخيل أن يتحول انتظار النتيجة إلى لحظة صادمة بهذا الشكل، فبينما استعد أولياء الأمور لسماع بشرى النجاح، جاءت المفاجأة مدوية، “لم ينجح أحد”.

ما إن بدأت النتيجة تنتشر، حتى تحولت المدرسة الواقعة في مركز الواسطى بمحافظة بني سويف إلى عنوان رئيسي في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر اسمها الترند، وتساءل الجميع عن أسباب ما وصفوه بـ”الكارثة التعليمية”.

روايات الطلاب تفضح الغياب والتجاهل

بعيدًا عن التحقيقات الرسمية، جاءت الحكاية من داخل جدران الفصول نفسها، إذ تحدث الطلاب عما جرى داخل الفصول، مما لم يظهر في محاضر الاجتماعات أو قرارات الإدارات.

“المدرسين ماكانوش بييجوا”

وقالت”منة.ع”، إحدى الطالبات الراسبات، لـ”تليجراف مصر”: “معظم المدرسين ماكانوش بييجوا، ولو حضروا بيشرحوا من غير أي تفاعل أو توضيح، حرفيًا كأنهم بيقروا من الكتاب ويمشوا ومفيش أي اهتمام”.

وأكدت أن الاعتماد على الدروس الخصوصية لم يكن خيارًا، بل ضرورة فرضتها المدرسة نفسها بسبب غياب التدريس الحقيقي، مضيفة: “كنا بنتعامل مع المدرسة كأنها مكان حضور صوري، وكل المعلومات بتيجي من المدرسين في البيت أو السنتر، مش في الفصل”.

“فيه مواد ما شفناش فيها المدرس طول الترم”

“رنا.م”، زميلتها في الفصل، ذهبت إلى ما هو أبعد قائلة: “فيه مواد محدش شرحها طول الترم، وكنا بندخل امتحانات بدون ما نكون عارفين نص المنهج”.

وتضيف: “اللي اجتهد لوحده قدر يجاوب، والباقي معرفش يكتب حاجة، ومفيش متابعات، ولا مراجعات، وبعض المدرسين كانوا بيغيبوا بالأسابيع، ومفيش نظام ولا رقابة”.

وتؤكد رنا أن الحصص تحولت إلى “إجراءات شكلية”، وغابت إدارة المدرسة عن أي دور رقابي فعلي.

“كنا بنتعلم من اليوتيوب”

طالبة أخرى فضلت عدم ذكر اسمها قالت، إن الكثير من زملائها كانوا يعتمدون على الإنترنت واليوتيوب لفهم بعض المواد: “لو ماعندكش درس خصوصي، بتضطر تدور على الفيديوهات تذاكر منها، مفيش أي مساعدة جوه المدرسة”.

وأكدت: “إحنا ضحايا لإدارة مش موجودة، ومنهج ما اتشرحش، وأمل ضايع في نتيجة كنا فاكرين إنها هتفرحنا”.

تحرك رسمي لا ينتظر التأجيل

مع تصاعد الغضب، تحركت الجهات التنفيذية في المحافظة بسرعة، وفي غضون ساعات، أصدر محافظ بني سويف، الدكتور محمد هاني غنيم، قرارًا عاجلًا بإعفاء إدارة مدرسة حميدة من مهامها بالكامل، معتبرًا أن ما جرى لا يمكن تفسيره إلا أنه فشل إداري وتعليمي جسيم.

لم يتوقف القرار عند حدود المدرسة، بل شمل أيضًا إحالة مدير إدارة الواسطى التعليمية ووكيله للتحقيق العاجل، بعد اتهامات بالتقصير في المتابعة والإشراف على أداء المدارس الواقعة تحت إدارتهم، وعلى رأسها “حميدة الإعدادية”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً