أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، أن طهران لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن موعد أو شكل استئناف المفاوضات، مشددًا على ضرورة الحصول على ضمانات جدية بعدم تكرار ما وصفه بـ”الأعمال العدوانية” التي سبقت جولة التفاوض السابقة.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، قال روانجي: “لم نتفق على أي موعد أو إطار للمفاوضات مع الأمريكيين حتى الان، نحن نبحث عن إجابة لسؤال أساسي: إذا شاركنا في الحوار، فهل سنتعرض مرة أخرى لأعمال عدوانية؟”.
وأشار إلى أن طهران لم تتلقَ حتى الآن توضيحًا من واشنطن حول موقفها من هذا الموضوع الحساس، مضيفًا: “على الأمريكيين أن يكونوا صريحين بهذا الشأن، لكنهم حتى الآن لم يقدموا أي إجابة مقنعة”.
العدوان الإسرائيلي وغياب الثقة
وذكّر المسؤول الإيراني بأن بلاده كانت تستعد لـ الجولة السادسة من المفاوضات في العاصمة العُمانية مسقط، لكن قبل يومين فقط من الموعد المقرر، تعرضت لهجوم من قبل إسرائيل، بمشاركة أمريكية مباشرة، حسب تعبيره.
وتابع: “كان ذلك خيانة للثقة التي تُعتبر أساس أي حوار دبلوماسي، الطرف الآخر ليس جديرًا بالثقة، ولا يمكننا ضمان عدم تكرار هذا السيناريو في حال استأنفنا التفاوض”.
ضمانات ضرورية لأي تقدم
وشدد روانجي على أن بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تحصل على ضمانات موثوقة بعدم استخدام العنف أو التهديد العسكري ضدها.
وقال: “يردد الأمريكيون أنهم مستعدون للحوار، لكن عليهم أولًا أن يقدموا إجابة واضحة: ما هو الضمان بأنهم لن يكرروا ما فعلوه في السابق؟”.
وأضاف: “لقد خانوا الحوار وخذلوا الدبلوماسية، الآن عليهم بذل جهد كبير لإقناع إيران والمجتمع الدولي بأنهم جادون في التفاوض هذه المرة.”
موقف ترامب لا يكفي
وعن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالدعوة إلى وقف إطلاق النار وطلبه من الجانبين الإيراني والإسرائيلي التهدئة، اعتبر تخت روانجي أن ذلك غير كافٍ لإثبات حسن النوايا.
وقال: “وقف إطلاق النار خطوة مهمة، لكنه لا يعني أننا مستعدون لاستئناف الحوار فورًا، نحتاج إلى ضمانات حقيقية بألا يُستخدم العنف ضدنا في حال لم نوافق على الطروحات الأمريكية، هذا ما حدث في 13 يونيو، ويجب ألا يتكرر”.
وختم المسؤول الإيراني تصريحاته قائلًا: “نحن دائمًا منفتحون على الحوار، لكن لا نقبل أن يُستخدم ذلك كوسيلة للضغط والتهديد، يجب أن تُبنى المفاوضات على الثقة والاحترام المتبادل، لا على الخداع والازدواجية”.