في خطوة مفصلية منتظرة تجاه سوريا، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، قرارًا رئاسيًا ينهي رسمياً العقوبات المفروضة على دمشق منذ عام 2004.
ويشمل القرار الأوامر التنفيذية المرتبطة بـ«قانون قيصر» الشهير، وقوانين أخرى طالت النظام السابق بقيادة بشار الأسد.
القرار الذي نُشر في الجريدة الرسمية الأمريكية ويدخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من الأول من يوليو/تموز 2025، استند إلى ما وصفه البيت الأبيض بـ«التغيرات الجوهرية» في الوضع السوري، وبخاصة بعد استلام الرئيس الجديد أحمد الشرع للسلطة وقيادة «حكومة إصلاحية»، وفق التعبير الأمريكي.
القرار الأمريكي.. مضامين وأبعاد
وجاء في مقدمة القرار أن الولايات المتحدة «تدعم سوريا مستقرة وموحدة وفي سلام مع نفسها وجيرانها».
وأشار إلى أن العقوبات فقدت مبرراتها بعد التحولات السياسية في دمشق خلال الأشهر الستة الماضية.
أبرز ما جاء في القرار:
- إنهاء حالة الطوارئ الوطنية الخاصة بسوريا والمعلنة منذ 2004.
- رفع كافة الأوامر التنفيذية المتعلقة بالعقوبات، ومنها أوامر عام 2011 التي فرضها الرئيس الأسبق باراك أوباما.
- التخلي عن تطبيق عقوبات قيصر تدريجيًا بعد تقييم وزارتي الخارجية والخزانة.
- فتح الباب أمام التجارة والمساعدات ورفع القيود على التصدير والقروض.
- إعادة النظر في تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب.
- فتح المجال أمام مراجعة تصنيف تنظيمات مثل هيئة تحرير الشام «إرهابية».
دمشق ترحب وتعلن «بداية مرحلة جديدة»
وفي أول تعليق رسمي، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منشور على منصة «إكس» إن «هذه الخطوة ترفع العائق الأكبر أمام التعافي الاقتصادي»، مشيرًا إلى أنها «تفتح أبواب إعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها».
وأكد الشيباني أن الحكومة السورية ترى في رفع العقوبات فرصة لتعزيز الانفتاح على المجتمع الدولي، وإعادة بناء الاقتصاد الوطني المنهك بعد أكثر من 12 عامًا من الحرب والحصار المالي والسياسي.
من الأسد إلى الشرع
التحول المفاجئ في الموقف الأمريكي تجاه سوريا جاء بعد أشهر من الإشارات الإيجابية المتبادلة بين إدارة ترامب الجديدة والحكومة السورية الحالية برئاسة أحمد الشرع، الذي تولى السلطة بعد مرحلة انتقالية أعقبت الإطاحة ببشار الأسد، وفقًا لتسريبات دبلوماسية غربية.
وتشير دوائر القرار في واشنطن إلى أن الشرع نجح في اتخاذ خطوات سياسية «موثوقة»، شملت إطلاق سراح معتقلين، والانخراط في مفاوضات مع أطراف المعارضة، ومحاربة شبكات الكبتاغون، وهو ما ساهم في تهيئة المناخ لرفع العقوبات.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز