مأساة هزت واشنطن خلال الأيام الماضية، ودفعت السلطات الأمريكية لتكثيف جهودها بحثًا عن جندي سابق، ارتكب جريمة في حق بناته الثلاث، واختفى تمامًا بعد ذلك، فماذا حدث؟
بداية القصة
بدأت القصة مع ترافيس كاليب ديكر، وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي، يبلغ من العمر 32 عامًا، ويقطن بولاية ويسكونسن الأمريكية، وبسبب شغفه بالرياضة والتخييم والمصارعة، قرر أن يلتحق بالجيش الأمريكي عام 2013، ضمن سلاح المشاة “فوج برافو 11”، وهناك خضع لتدريبات مكثفة وتخطاها بجدارة وكفاءة عالية، ليتأهل على طبق من ذهب للمشاركة في حرب أفغانستان.
وفي عام 2014 عاد للولايات المتحدة، ليخدم في فريق المشاة 75 بقاعدة “لويس – ماكورد المشتركة” في واشنطن، وهنا بدأ الحب يعرف طريقه لحياة ديكر، ليتعرف على ويتني، التي ما لبث أن تزوجها، وأنجب منها بناته الثلاث: بايتين (9 سنوات)، إيفلين (8 سنوات)، وأوليفيا (5 سنوات).
وفي عام 2018، التحق بأكاديمية “فورت بينينج العسكرية” وخضع فيها لتدريبات قاسية، واختبارات التمويه والإسعافات والطوارئ، وكالعادة اجتاز كل ذلك بكفاءة، ليحصل على شارتين عسكريتين، هما “خبير مظلات” و”خبير مشاة”، قبل أن ينتقل للحرس الوطني عام2021.
اضطرابات نفسية تتسلل للبيت الهادئ
ورغم المسيرة الحافلة بالإنجازات العسكرية، فعلى الصعيد الآخر كان الهدوء والسكينة أكثر ما يسيطر على عائلة ديكر، ولكن مع مرور الوقت انقلب كل ذلك تمامًا، فالفترة التي قضاها ديكر في الجيش الأمريكي، أثرت على سلوكياته وحالته النفسية بشكل كبير، وعانى من علامات اضطراب نفسي، ونوبات غضب غير مبررة، وصراخ مفاجئ، وسلوك سيئ ضد زوجته، ورغم محاولة الأخيرة عدم تدمير العائلة، إلا أن صبرها قد نفد تمامًا بعد 7 سنوات قضتها في توتر وقلق وعنـف، لينتهي بهما المطاف للطلاق عام 2022.
تدهور الحالة المادية والتشرد
بعد إتمام الطلاق بين الطرفين، أُلزم ديكر، بدفع نفقات المعيشة لبناته الثلاث، وبعد فترة اضمحلت حياته المادية تمامًا، فخسر منزله وبدأ يبيت في سيارته، أو يخيم في الغابات، وتراكمت عليه الديون والمخالفات المرورية، وابتعد تدريجيًا عن عمله العسكري حتى توقف تمامًا عن الالتحاق بالخدمة في 2024.
زيارة اعتيادية تتحول إلى كارثة
وفي 30 مايو 2025، توجه ديكر، كالمعتاد لمنزل طليقته ليصطحب بناته الثلاث في نزهة، المفترض أن تكون مدتها 3 ساعات، ومع انقضاء المدة بدأت تشعر طليقته بحالة من القلق لأن الفتيات لم يعدن للمنزل، ومع طول مدة الغياب وانقطاع الاتصال، قررت الاستعانة بالشرطة، والتي لم تلق بالًا لشكوى الأم، باعتبار أن الفتيات مع والدهن الذي يعتبر شخصًا موثوقًا.

3 أيام مرت على غياب الفتيات الثلاث، وهنا كُشفت الفاجعة التي ضربت السلطات الأمريكية بلا هوادة، إذ رصدت الشرطة سيارة ديكر، بالقرب من موقع تخييم في غابة “روك آيلاند”، ليبدأ تمشيط المكان بشكل مكثف، ليعثر في مكان قريب على الفتيات الثلاث أجسادًا هامدة، بأيادٍ مكبلة ورؤوس مغطاة بأكياس بلاستيكية.
تحول التحقيق إلى مطاردة وطنية
عقب العثور على الفتيات الثلاث، انتقلت القضية إلى حالة الطوارئ القصوى، وحذرت السلطات المواطنين من مجرم هارب شديد الخطورة، وطلبت ممن يتعرف عليه أن يبلغ فورًا، ولا يحاول الاشتباك معه بأي شكل، بسبب تدريبه العسكري المكثف.
ووفقًا لشبكة CNN؛ قامت السلطات بفتح تحقيق مشترك مع الشرطة المحلية ومكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI”، في محاولة للتوصل للمجرم المطلوب، وسط تحذيرات عاجلة وتحريك طائرات مروحية وفرق بحث، إضافة إلى تخصيص مكافأة مالية قدرها 20 ألف دولار لمن يدلي بمعلومة مؤكدة عن مكانه.
ومن خلال فحص هاتف ديكر، الشخصي؛ تم التوصل إلى أنه كان يبحث بشكل متكرر عن طرق للسفر إلى كندا، ورغم ذلك لم يتم التوصل لأي معلومات عنه، لتوسع الشرطة دائرة البحث عن رفاته كذلك.