بعد فوزه ببطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس)، يعود الإسباني كارلوس ألكاراز إلى ملاعب ويمبلدون، عازمًا على كتابة فصل جديد في مسيرته الأسطورية الناشئة في عالم التنس.
وتصب كل المؤشرات والتوقعات في صالح ألكاراز، وتؤكد أنه المرشح الأوفر حظًا لحصد لقبه الثالث تواليًا في “معبد التنس”.
وقالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن القول بأن كارلوس ألكاراز يتقن اللعب على العشب بات تعبيرًا مبالغًا في التواضع، موضحة أنه خلال المؤتمر الصحفي قبل انطلاق البطولة ظهر بابتسامة لا تُقاوم، مؤكّدًا عشقه للعب على هذه الأرضية.
وقال ألكاراز: “أعتقد أن أجمل تنس يمكن مشاهدته يُلعب على العشب.. أسلوب اللاعبين في الملعب، صوت الكرة، طريقة التحرك.. الأمر ليس سهلًا، لكن عندما تتعلم كيف تتحرك، تشعر وكأنك تطير”.
وأضاف :”إنها أرضية تناسبني جدًا.. أستطيع استخدام الضربات القطعية، التمويهات، التقدم إلى الشبكة باستمرار، واللعب بشكل هجومي.. العشب يعكس تمامًا نمط اللعب الذي أحبه”.
من جانبه، وصف المحلل الرياضي ماتس فيلاندر، الذي يعلّق لصالح شبكة TNT Sports، ألكاراز بالمرشح الأول للفوز بنسخة 2025 التي انطلقت الإثنين، قائلًا: “العشب هو الأرضية المثالية لألكاراز.. أولًا بسبب طريقته في التحرك، إذ لا يبدو أن هناك فرقًا كبيرًا في تحركاته بين الأرض الترابية، والصلبة، أو العشبية”.
وأضاف :”ثم إن العشب يتطلب تفكيرًا أقل في التبادلات، مما يناسبه تمامًا لأنه لا يحتاج إلى مخططات تكتيكية معقدة كما في رولان غاروس.. يبدو أنه يستمتع أكثر فأكثر باللعب على العشب، ويمكننا أن نرى السعادة في عينيه وروحه التنافسية اللافتة”.
كل الإشارات تؤكد أنه في أفضل حالاته
ورغم أن الإيطالي يانيك سينر قد يسعى للثأر بعد خسارته المؤلمة في نهائي رولان غاروس في يونيو/ حزيران، ورغم وجود الأسطورة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، أحد أبرز ملوك ويمبلدون، فإن كارلوس ألكاراز يمتلك كل ما يلزم لتحقيق لقب جديد في “معبد التنس”.
وقص ألكاراز شريط البطولة الإثنين الساعة 13:30 (14:30 بتوقيت فرنسا) بمواجهة الإيطالي المخضرم فابيو فونيني، المصنف 130 عالميًا، في مباراة يُتوقع أن تكون سهلة نسبيًا كبداية، قبل احتمالية مواجهة هولغر رونه في ربع النهائي، اللاعب الوحيد الذي هزم ألكاراز في الأشهر الثلاثة الماضية (نهائي برشلونة).
ويسعى النجم الإسباني ذو الـ22 عامًا للانضمام إلى نخبة التنس التي حققت ثلاثة ألقاب ويمبلدون متتالية، مثل بيورن بورغ، بيت سامبراس، روجيه فيدرر، ونوفاك ديوكوفيتش.
في قمة جاهزيته
يصل ألكاراز إلى ملاعب نادي عموم إنجلترا بعد سلسلة مذهلة من 18 انتصارًا متتاليًا، وهي أفضل سلسلة في مسيرته، مع تتويجات في روما، ورولان غاروس، وكوينز.
وبعد نهائي باريس المذهل، قضى ثلاثة أيام احتفالية في إيبيزا، ثم عاد فورًا للتحضير على العشب، مثبتًا مرة أخرى أنه يتقن الانتقال السلس بين مختلف الأرضيات.
وقال ألكاراز : “عندما ألعب دون التفكير في أي شيء سوى الاستمتاع، أشعر بالحرية.. وهذا يمنحني القدرة على تقديم أفضل أداء لي.. أعتقد أن هذه الفترة هي التي أشعر فيها بأقصى درجات الحرية في اللعب”.
تفوق على أساطير اللعبة
تواجد ألكاراز في لندن قبل أسبوعين، حيث تدرّب مع أندي موراي وخاض جلسات تدريبية أيضًا مع ديوكوفيتش.. ورغم أن بداياته كانت تُبشّر بأنه سيكون نجم الملاعب الترابية مثل رافائيل نادال، فقد أثبت منذ عامين أنه لاعب متكامل تمامًا.
ففي 2023، ورغم أن لقبه في كوينز لم يكن كافيًا لإعلان سيطرته على العشب، فقد فاجأ الجميع في نهائي ويمبلدون بإقصائه ديوكوفيتش في مباراة خيالية من 5 مجموعات، أنهى فيها سلسلة انتصارات النجم الصربي (34 فوزًا متتاليًا على عشب ويمبلدون و4 ألقاب متتالية).. وفي 2024، كرر الإنجاز، لكن هذه المرة بسطوة أكبر، في ظل تراجع مستوى ديوكوفيتش.
وفي سن 21 عامًا و70 يومًا، أصبح ألكاراز أصغر لاعب في العصر الحديث يحقق ثنائية رولان غاروس وويمبلدون في العام ذاته، وهو إنجاز لم يسبقه إليه سوى بورغ، ومرتين فقط.. كما أنه بعد تتويجه بلقب أمريكا المفتوحة في 2022، أصبح أصغر مصنف أول عالميًا في تاريخ التنس.
وقد فاز حتى الآن بكل النهائيات الكبرى الخمسة التي شارك فيها: “أمريكا المفتوحة 2022، وويمبلدون 2023 و2024، ورولان غاروس 2024 و2025، وهو إنجاز لا يحققه إلا الكبار، وإشارة قوية إلى أن هذا الفتى المدعوم من المدرب خوان كارلوس فيريرو يسير بخطى ثابتة نحو كتابة اسمه بين عظماء التاريخ.
ويمبلدون.. لا شك أنه ينوي تحويلها إلى حديقته الخاصة من جديد.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز
