أزمات كأس العالم للأندية.. بطولة تثير القلق قبل المونديال الكبير

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



تسببت الأزمات المتعددة التي واجهتها كأس العالم للأندية 2025 والمقامة حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية في حرج بالغ للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

وقبل سنة من استضافة أمريكا بالاشتراك مع كندا والمكسيك منافسات كأس العالم للمنتخبات في نسختها الموسعة بمشاركة 48 فريقاً، تواجه الملاعب والأجواء الأمريكية انتقادات حادة.

أمريكا، الدولة الأقوى في العالم، ظهرت غير قادرة على استضافة بطولة كبرى يمكن لأي بلد آخر سواء في دول نامية أو متقدمة أن يشرف عليها، حيث عانت البطولة من مساوئ وسلبيات بديهية على كل الأوجه.

وفي تقرير لها، أشارت وكالة “رويترز” العالمية إلى أن درجات الحرارة المرتفعة في كأس العالم للأندية هذا العام تزيد المخاوف بشأن مواعيد النسخة المقبلة من كأس العالم التي ينتظر أن تلعب صيفاً.

ولقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية موجة حرّ شديدة، حيث واجه لاعبو بروسيا دورتموند الألماني فريق أولسان الكوري الجنوبي في سينسيناتي، وسط درجات حرارة تخطت 90 درجة فهرنهايت (32.2 درجة مئوية)، مع انطلاق المباراة الساعة 3 مساءً بالتوقيت المحلي.

واستغل اللاعبون فترات الراحة التي منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للتبريد مرة كل شوط خلال مباريات هذا الأسبوع، بينما صرّح إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي الإنجليزي، للصحفيين بأنه “من المستحيل” تنظيم جلسات تدريبية منتظمة بعد الظهر في فيلادلفيا بسبب شدة الحرارة.

ومن جانبه، علق الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) على تلك الأوضاع قائلاً إن هذه الظروف يجب أن “تكون بمثابة جرس إنذار”.

وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لرويترز: “بما أن تغير المناخ يجعل الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك الحرارة الخطيرة، قضية ملحة بشكل متزايد للجميع في صناعة كرة القدم، فإن الخطر الذي تشكله مواعيد المباريات التي تقام في درجات حرارة عالية جدًا حقيقي ومتزايد”.

كأس العالم للأندية

وحثّ الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) هيئات كرة القدم العالمية على إعادة تقييم مواعيد انطلاق المباريات لمعالجة ظروف الحرّ بشكل أفضل، مشيدًا في الوقت نفسه بمرونة الجهات المنظمة، مثل الفيفا، في إضافة فترات راحة للتبريد خلال المباريات.

وقال الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين: “نعتقد أنه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لإعطاء الأولوية لصحة اللاعبين وسلامتهم”.

وأضاف: “تتطلب بروتوكولات وقوانين اللعبة الحالية مراجعة عاجلة، وهذا تحدٍّ يجب على قطاع كرة القدم بأكمله مواجهته معًا”.

الحضور الجماهيري

إحدى المشاكل التي لفتت الأنظار إليها خلال النصف الأول من كأس العالم للأندية هي الغياب الجماهيري غير المتوقع.

وإذا كانت قمة أوروبية مثيرة مثل باريس سان جيرمان الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني قد جذبت أكثر من 80 ألف مشجع فإن هناك مواجهات أخرى بدت كأنها تلعب بدون جماهير.

على سبيل المثال فإن لقاء تشيلسي الإنجليزي ولوس أنجلوس إف سي الأمريكي بدا في المدرجات بملاعب نصف شاغرة، مما أثار جدلاً إعلامياً حول الطريقة التي استخدمها الفيفا للترويج للبطولة.

الحضور الجماهيري في لقاء مثل ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي وأولسان الكوري الجنوبي لم يزد على 3142 مشجعاً في ملعب سعته 25 ألفا، وهو رقم ضعيف للغاية.

كأس العالم للأندية

سوء حالة الملاعب

فيما يخص سوء حالة ملاعب كأس العالم للأندية فإن هذه المسألة على وجه التحديد تعود إلى العام الماضي ويتوقع أن تمتد للعام المقبل.

وقد انتقدت منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين أرضية ملاعب أمريكا خلال مشاركتها في كوبا أمريكا 2024 العام الماضي.

وامتد هذا النقد لنسخة كأس العالم للأندية 2025، وكان من أبرز المنتقدين لملاعب بلاد العم سام، الإنجليزي جود بيلينغهام نجم ريال مدريد الإسباني، الذي يتحدث نفس لغة الأمريكيين الإنجليزية.

الإسباني لويس إنريكي، المدرب الصريح لسان جيرمان، لم يخف سخطه على ملاعب أمريكا قائلاً بسخرية: “إن الكرة كانت تقفز كالأرنب”.

كأس العالم للأندية

إحدى النصائح التي وجهت إلى الولايات المتحدة أن المدن ذات الدرجات المرتفعة في الحرارة مثل ميامي ومونتيري وفيلادلفيا وكانساس سيتي وبوسطن ونيويورك يجب ألا تقام فيها مباريات في مواعيد مبكرة.

وتبنت وجهة النظر تلك مادلين أور، الكاتبة وخبيرة البيئة الرياضية، حيث قالت: “تستثمر شركات البث الكبرى مبالغ طائلة، لذا فهي ليست مهتمة كثيرًا بتغيير الجدول الزمني لمراعاة الحرارة إذا كان ذلك يعني أنها لن تحقق القدر ذاته من عائدات الإعلانات”.

وأسهبت أن: “المدن المضيفة الأكثر عرضة لخطر الحرارة في عام 2026 – بما في ذلك ميامي ومونتيري وفيلادلفيا وكانساس سيتي وبوسطن ونيويورك – يجب أن تتجنب مواعيد انطلاق المباريات في ساعات ما بعد الظهر الأكثر حرارة.”.

وأضافت أور أن نقل المزيد من مباريات ما بعد الظهر إلى أحد الملاعب الأربعة المغلقة للبطولة في أتلانتا ودالاس وهيوستن وفانكوفر قد يكون جزءًا من الحل، مردفة: “يجب أن تكون جهات البث راضية”.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً