في أنظمة التسلح، كما الحياة، هناك لحظة بداية طوت فيها “الأسطورة” خطوتها الأولى، لتكتب بعدها فصولا من القصص والمعارك.
وغواصة “يو إس إس نوتيلوس” الأمريكية ليست استثناء، إذ تعد رقما صعبا في المجال العسكري والأساطيل البحرية، ويعرف معظم هواة البحرية قصتها ومعاركها.
وأول نسخة من هذه الغواصة هي “يو إس إس نوتيلوس (SS-168)”، وكانت من فئة “ناروال”، قاتلت بتميز كبير في مسرح عمليات المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية.
وحققت أول غواصة “نوتيلوس” سجلا قتاليا مميزا من خلال دوريات هجومية ومهام خطيرة في هذه الحرب.
ومن أبرز لحظاتها التاريخية إغراقها المدمرة ياماكازي التابعة للبحرية الإمبراطورية اليابانية في 25 يونيو/حزيران 1942، وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.
ودخلت “نوتيلوس” الخدمة في 1 يوليو/تموز 1930، في حوض بناء السفن البحري بجزيرة ماري في فاليجو، بولاية كاليفورنيا الأمريكية وكانت تحمل في الأصل اسم V-6 (SC-2) قبل إعادة تسميتها وتصنيفها إلى “SS-168”.
“أكبر غواصة”
وبصفتها غواصة من فئة “ناروال”، كانت “نوتيلوس” إحدى غواصات “V-Boats” التابعة للبحرية، المصممة كغواصة طراد بعيدة المدى لمواجهة التهديدات المحتملة في المحيط الهادئ، وخاصة من اليابان.
كما كانت “نوتيلوس” من أكبر غواصات البحرية في عصرها، حيث كانت قادرة على الإبحار لمسافة تصل إلى 25,000 ميل والغوص حتى عمق 300 قدم.
وتضمن تسليح الغواصة أنابيب طوربيد بقطر 21 بوصة (4 في الأمام و2 في الخلف)، ومدفعين على سطحها عيار 53/6 بوصات، وسعة حمل 24 طوربيدًا، مما يجعلها قادرة على شن حرب على السطح وتحت الأمواج.
وبين عامي 1941 و1942، خضعت “نوتيلوس” لتحديثات كبيرة في جزيرة مير، الأمر الذي جعلها مؤهلة لتلبية متطلبات الخدمة في زمن الحرب.
وبحلول يونيو/حزيران 1942، وتحت قيادة الملازم القائد ويليام هـ. بروكمان الابن، تم نشر الغواصة في أول دورية حربية لها تضمنت المشاركة في معركة “ميدواي”.
وبفضل حجمها وقدرتها على التحمل وقوتها النارية، كانت الغواصة مثالية للدوريات بعيدة المدى بالقرب من أراضي العدو، مما مهد الطريق لمواجهتها مع المدمرة “ياماكازي”.
“ياماكازي” اليابانية هي سفينة من فئة “شيراتسويو”، دخلت الخدمة عام 1937 وكانت سفينة حربية سريعة ورشيقة، إزاحتها 1685 طنًا، ومسلحة بخمسة مدافع عيار 5 بوصات، وطوربيدات، وقنابل أعماق.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز