لم تكن الثورة الرقمية مجرد تطور تكنولوجي، بل تحوّلت إلى نقطة تحول جوهرية في طريقة تواصل البشر.
من الهاتف والفاكس إلى وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت العلاقات أكثر قربًا، والمعلومة أسرع انتشارًا، وأصبح العالم قرية صغيرة بالفعل.
انطلاق اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي
في 30 يونيو/حزيران 2010، أطلق موقع “ماشابل” اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي، احتفاءً بالتأثير العميق لهذه المنصات على حياتنا اليومية.
ويهدف هذا اليوم إلى الاعتراف بدور الشبكات الاجتماعية في تسهيل الاتصال العالمي، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، تحت وسم عالمي موحد: #SMDay.
البدايات.. من SixDegrees إلى فيسبوك
كانت منصة “SixDegrees”، التي أُطلقت عام 1997 أول تجربة واقعية لمواقع التواصل الاجتماعي، إذ سمحت للمستخدمين بإنشاء ملفات شخصية وإضافة أصدقائهم.
تبعت تلك التجربة، “فريندستر” في 2002، ثم “لينكدإن” في 2003، الذي وجّه تركيزه إلى العلاقات المهنية. وفي 2004، أُطلق “فيسبوك”، جنبًا إلى جنب مع “ماي سبيس”، الذي تصدر المشهد عالميًا حتى عام 2006.
ولادة المنصات الكبرى
وشهد عام 2005 انطلاق موقع “يوتيوب”، ثم تبعه “تويتر” عام 2006، لتبدأ موجة جديدة من منصات التعبير السريع والمباشر.
أما عام 2010، فكان إيذانًا بميلاد “إنستغرام”، الذي اجتذب أكثر من مليون مستخدم في أول شهرين فقط، قبل أن تستحوذ عليه “فيسبوك” عام 2012 مقابل مليار دولار.
“سناب شات”، المنصة الشهيرة بميزة القصص، رفضت عرض استحواذ من “فيسبوك” بقيمة 3 مليارات دولار عام 2013. وأخيرًا، جاء “تيك توك” عام 2016 ليحدث ضجة غير مسبوقة في عالم الفيديو القصير والموسيقى.
الوجه الآخر لوسائل التواصل
مع تزايد الاعتماد على هذه المنصات، برزت تحديات كبرى تتعلق بانتهاك الخصوصية وترويج الأخبار الكاذبة، ومن خطاب الكراهية إلى التأثير السلبي على الصحة النفسية، الأمر الذي دفع الحكومات والمستخدمين على حد سواء للمطالبة بالشفافية والمساءلة.
أكثر من مجرد تواصل
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مجرد أدوات تواصل، فهي اليوم منصات للأخبار، وأدوات للتسويق، وبيئات للترفيه، ومساحات للتعبير عن الذات.
كما باتت الشركات تعتمد على المؤثرين كجسر مباشر نحو المستهلك، ما غيّر معادلات التسويق التقليدية.
144 دقيقة يوميا.. لماذا نحتفل بهذا اليوم؟
تشير الإحصائيات إلى أن الشخص العادي يقضي أكثر من 144 دقيقة يوميا على وسائل التواصل، ما يعكس حجم الارتباط اليومي بهذه المنصات.
ويوم وسائل التواصل الاجتماعي هو دعوة للتأمل في هذا الدور المحوري، والاحتفاء بالإيجابيات التي جلبتها لحياتنا.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز