بين مؤشرات التهدئة وتصلب المواقف، تعيش الحرب في قطاع غزة لحظة مفصلية قد ترسم ملامح نهايتها، ففي ظل أجواء سياسية إيجابية تشهدها المنطقة، تتحرك أطراف إقليمية ودولية نحو بلورة اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط مساعٍ تقودها مصر بدعم أمريكي غير مباشر.
الهدنة المعروضة حاليًا
أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، اقتراب انتهاء الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد الأجواء الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
وأشار الرقب، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، إلى أن مصر استغلت الأجواء الإيجابية في الشرق الأوسط بعد الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران وبدأت التحرك بعرض هدنة شاملة في قطاع غزة.
وأضاف الدكتور أيمن الرقب أن الهدنة المعروضة حاليًا تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين على دفعات مقابل 250 أسيرا فلسطينيا من فئة الأحكام الشديدة، ومن 2000 إلى 3000 من المعتقلين خلال الحرب الأخيرة، وانسحاب الاحتلال من كل مناطق القطاع مع البقاء في بؤر أمنية لفترة محددة ثم الانسحاب الكامل.

نزع سلاح حماس
واستكمل: “تتضمن الهدنة أيضًا وجود قوات عربية ودولية في القطاع بجانب إدخال المساعدات وتشكيل لجنة إسناد مجتمعي، والتي اتفقت عليها القمة العربية بجانب إنشاء جهاز شرطي يدير القطاع”.
وفيما يتعلق بالحديث عن نزع سلاح حماس، يقول الرقب، إن الحركة أبدت مرونة بشأن هذا البند الذي يتحجج به الاحتلال لمنع اتمام الصفقة، لافتا إلى أن المقترح الجديد يتضمن تسليم الأسلحة للقوات العربية، والسماح لبعض من قيادات حماس بمغادرة القطاع مع ضمان عدم التعرض لهم.
وأوضح الرقب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفضل عقد هدنة في قطاع غزة كما يلمح في تصريحاته الأخيرة بشأن الأزمة، لافتًا إلى أنه وجه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، يُعتقد أنها ستشهد الضغط عليه للموافقة على الهدنة.
الوقف الكامل لإطلاق النار
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن القيادة الأمريكية، تفضل إبرام صفقة في قطاع غزة الآن والوقف الكامل لإطلاق النار، قائلًا: “من المتوقع أن نتنياهو سيستجيب لترامب الذي ألمح مؤخرا إلى المساعدات وأن أمريكا توفر الكثير من المساعدات لإسرائيل”.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن يتم عقد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قبل يوم 10 يوليو المقبل، لافتًا إلى تصريحات مبعوث ترامب للشرق الأوسط التي أشار فيها إلى أن الاتفاق سيتم خلال أسبوعين إضافة إلى تصريحات ترامب الذي تحدث عن أسبوع.
وبشأن تصريحات الرئيس الأمريكي حول وقف محاكمة نتنياهو، يرى الدكتور أيمن الرقب، أنها قد تكون بمثابة فرصة أمام رئيس وزراء إسرائيل للخروج من مأزق محاكمته وإنهاء الحرب، لافتا إلى أن الرئيس الإسرائيلي يحق له إصدار عفو رئاسي عنه وهذا قد يخطط له ترامب.
واختتم الرقب بالإشارة إلى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، التي أعلن خلالها أن عملية عربات جدعون في غزة أنهت مهامها والأمر بيد الجهات السياسية إما وضع خطة جديدة أو إبرام صفقة.
إنهاء الحرب بشكل كامل
واستبعد الدكتور سعيد عكاشة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، احتمال عقد هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، حيث وصف المطالب الإسرائيلية بالمعقدة.
وأوضح عكاشة، في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، أن إسرائيل تتمسك بنزع سلاح حماس في نهاية الحرب، وعقد هدنة مؤقته، وهو ما ترفضه الحركة التي تتمسك بإنهاء الحرب بشكل كامل والخروج التام للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأوضح عكاشة، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لن يمارس أي ضغوط على نتنياهو لوقف الحرب، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية تفضل القضاء على حركة حماس ونزع سلاحها بشكل كامل وخروجها من المعادلة السياسية في غزة.

لا أمل في إنهاء الحرب
وأشار الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن عمليات حماس ضد القوات الإسرائيلية في غزة تحولت إلى عمليات خاصة وانتحارية، بعد توقف إطلاق الصواريخ وهذه بمثابة استنزاف لإسرئيل ومن الممكن أن تستمر هذه العمليات طويلًا.
واختتم: “ليس هناك أمل لأن تنتهي الحرب قريبا في غزة، خاصة وأن إسرائيل خرجت من الحرب مع إيران أقوى وتتمسك بفرض شروطها”.