في ميدان بلا خطوط حمراء.. زيلينسكي يُحرر الألغام من قيود «أوتاوا»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



في خطوة تعكس تحولا دراماتيكيًا في قواعد الاشتباك و«أخلاقيات الحرب»، شرعت أوكرانيا رسميًا في الانسحاب من معاهدة أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفراد، واضعة بذلك حدا لالتزام إنساني دام قرابة عقدين.

ففي ظل حرب استنزاف طويلة، قررت كييف الانفكاك من قيودها الأخلاقية في ميدان ملغوم بالرماد والمآسي، بتوقيع رئيسها الرئيس فولوديمير زيلينسكي على مرسوم بشأن انسحاب البلاد من معاهدة أوتاوا التي تحظر إنتاج واستخدام الألغام المضادة للأفراد.

المرسوم الرئاسي يمثل انعطافة استراتيجية تتجاوز الإطار القانوني، وتفتح الباب أمام استخدام أحد أكثر الأسلحة فتكًا بالمدنيين في ساحات القتال، مما يعني أن تلك الخطوة، لن تغير فقط طبيعة التكتيك العسكري، بل تنذر بموجة جديدة من التصعيد الدموي حيث تُدفن الألغام كرسائل مؤجلة في تراب المعارك، تهدد مستقبل الجنود والمدنيين على حد سواء

وذكر الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية اليوم الأحد أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي وقع مرسوما بشأن انسحاب البلاد من معاهدة أوتاوا التي تحظر إنتاج واستخدام الألغام المضادة للأفراد.

وصدقت أوكرانيا على المعاهدة في عام 2005.

ونص المرسوم، المنشور على موقع زيلينسكي على الإنترنت، على «دعم اقتراح وزارة الخارجية الأوكرانية بانسحاب كييف من معاهدة 18 سبتمبر/أيلول 1997 التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها».

وقال رومان كوستينكو النائب البارز في البرلمان الأوكراني إنه لا تزال هناك حاجة إلى موافقة البرلمان للانسحاب من هذه المعاهدة.

وأضاف كوستينكو، وهو أمين لجنة الأمن القومي والدفاع والمخابرات في البرلمان الأوكراني، عبر صفحته على فيسبوك «هذه خطوة يتطلبها واقع الحرب منذ فترة طويلة. روسيا ليست طرفا في هذا الاتفاق وتستخدم الألغام على نطاق واسع ضد جيشنا ومدنيينا».

وأردف قائلا: «لا يمكننا أن نبقى مقيدين في ظروف لا قيود فيها على العدو»، موضحا أن قرار البرلمان يجب أن يعيد لأوكرانيا حقها في الدفاع عن أراضيها بشكل فعال. وتنتظر أوكرانيا قرار البرلمان الأوكراني للبت في عملية الانسحاب.

ماذا نعرف عن اتفاقية أوتاوا؟

  • تُعرف رسميًا باسم اتفاقية حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام
  • هي اتفاقية دولية تحظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الألغام الأرضية المضادة للأفراد.
  • اعتُمدت عام 1997
  • دخلت حيز التنفيذ عام 1999.
  • يُشار إليها أيضًا باسم معاهدة أوتاوا.

لماذا أنشئت؟

  • تُسبب الألغام المضادة للأفراد معاناة إنسانية طويلة الأمد، إذ تقتل وتُشوّه المدنيين – غالبًا الأطفال – لفترة طويلة بعد انتهاء النزاعات.
  • تُلحق هذه الأسلحة ضررًا بالغًا بمن لم تكن مُصممة لاستهدافهم. وقد وُضعت المعاهدة للقضاء عليها والحد من أثرها المُدمر على المدنيين.

ما الدول الموقعة؟

  • حتى اليوم، انضمت 165 دولة إلى المعاهدة، مُمثلةً معظم دول العالم.
  • تُعدّ هذه الاتفاقية من أكثر المعاهدات التي تحظى بدعم واسع النطاق، والتي تُعنى بسلاح مُحدد لأسباب إنسانية.
  • مع ذلك، لم تُوقّع عليها بعض الدول، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين.

ما الالتزامات الرئيسية بموجب اتفاقية أوتاوا؟

  • لا تستخدم أو تطور أو تنتج أو تحصل أو تخزن أو تحتفظ أو تنقل الألغام المضادة للأفراد على الإطلاق.
  • تدمير كافة الألغام المخزنة خلال أربع سنوات.
  • تطهير كافة المناطق الملغومة خلال عشر سنوات.
  • مساعدة ضحايا انفجارات الألغام الأرضية، بما في ذلك الرعاية الطبية وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج في المجتمع.

ما الألغام المضادة للأفراد؟

  • الألغام المضادة للأفراد (APM) مصممة للقتل أو التسبب بإصابات بالغة عند تفجيرها من قِبل شخص، مما يجعلها تُفعّل تلقائيًا عند تفجيرها.
  • يصعب رؤيتها، لأنها عادةً ما تكون مدفونة أو مموهة على الأرض.
  • بعضها، مثل الألغام الانفجارية، ينفجر مباشرة تحت الأقدام، مسببًا إصابات بالغة في الأطراف السفلية، بينما بعضها الآخر، مثل الألغام المتشظية، يُسقط شظايا معدنية على مساحة أوسع، مسببًا إصابات متعددة.
  • نتيجة لذلك، يسهل تفجيرها ولا يمكنها التمييز بين المقاتلين والمدنيين – مثل المزارعين الذين يزرعون أراضيهم أو الأطفال الذين يمشون إلى المدارس.
  • كما تُشكل الألغام المضادة للأفراد خطرًا على القوات الخاصة وقوات الحلفاء، لا سيما أثناء العمليات القتالية غير المنتظمة.
  • غالبًا ما يعاني الناجون من إصابات تُغير مجرى حياتهم، وتُؤدي إلى إعاقات جسدية دائمة بسبب فقدان الأطراف. ويواجهون عقبات كبيرة في تحقيق مشاركتهم الكاملة والمتساوية والفعالة في المجتمع.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً